نال إعلان عقد "اجتماع فلسطيني إسرائيلي سياسي أمني"، تستضيفه مدينة العقبة جنوبي الأردن، استنكاراً فلسطينياً واسعاً، تزامناً مع تصاعد التوتر في الأراضي الفلسطينية، في أعقاب عملية الاقتحام الأخير التي نفذها الاحتلال في مدينة نابلس وأوقعت 11 شهيداً وعشرات الجرحى.
جاء ذلك في بيانات منفصلة أصدرتها الفصائل، حيث قالت حركة "حماس" إنها "ترفض مشاركة السلطة باجتماع العقبة، الذي يمثل غطاء للاحتلال لارتكاب الجرائم ضد شعبنا"، مطالبة إياها "بعدم الارتهان للوعود الأمريكية والصهيونية التي ثبت فشلها".
وقال المتحدث باسم الحركة عبد اللطيف القانوع: "شعبنا ليس أمامه سوى خيار المقاومة وتصعيدها، وعلى السلطة الانحياز لشعبها والتوقف عن ملاحقة المقاومين بالضفة"، وفق تعبيره.
من جانبها، حذّرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين "من تبِعات لقاء العقبة" ودعت السلطة لمقاطعته.
وقالت إن "الاجتماع (مع الجانب الإسرائيلي)، في وقت يصعّد فيه العدوّ مجازره ضد أبناء شعبنا، ما هو إلا غطاء سياسي لهذه المجازر"، وفق وصفه.
فيما دعا "حزب الشعب" و"الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" في بيان مشترك، إلى "عدم المشاركة الفلسطينية وإلغاء الاجتماع المقرر في الأردن".
كما طالب الجانبان بـ"عقد اجتماع فوري للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية من أجل تقييم نتائج التحركات الفلسطينية السابقة، واتخاذ قرار بعدم المشاركة في قمة العقبة".
واعتبرا أن "الهدف الأساسي لإسرائيل والإدارة الأمريكية هو إجهاض الموقف الفلسطيني الذي تضمّن وقف التنسيق الأمني".
بدوره، دعا صالح رأفت، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الأمين العام للاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا"، القيادة "لعدم المشاركة في قمة العقبة"، وقال إنه "لا يمكن التوصل لأية تفاهمات مع الحكومة الإسرائيلية".
كما طالبت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، السلطة الفلسطينية "بعدم المشاركة في اجتماع العقبة، وعدم العودة للتنسيق الأمني".
وحذّرت "من خطورة الضغوط الأمريكية والإسرائيلية التي تمارس لجرّ الفلسطينيين إلى صراعات داخلية".
كما برزت أصوات من داخل حركة فتح رافضة المشاركة في الاجتماع الأمني، حيث أصدرت حركة الشبيبة في جنين، الجناح الطلابي لحركة فتح، بياناً قالت فيه: "نرفض مشاركة السلطة الفلسطينية في قمة العقبة وندعوها للتراجع عن المشاركة ووقف كل أشكال التنسيق الأمني، ودعم المقاومـة بكافة أشكالها".
كما أدان عضو مجلس ثوري سابق بحركة فتح، عبد الفتاح حمايل المشاركة الفلسطينية بلقاء العقبة.
اجتماع أمني في العقبة
وتستضيف مدينة العقبة جنوبي الأردن، الأحد 26 فبراير/باط 2023، اجتماعاً فلسطينياً إسرائيلياً سياسياً أمنياً، لمناقشة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، وفق ما أعلنه تلفزيون "المملكة" الحكومي، نقلاً عن مصدر وصفه بـ"المطلع".
وأشار المصدر ذاته، بحسب التلفزيون الأردني، إلى أن "الاجتماع بتنسيق كامل مع الفلسطينيين في ضوء خطورة الأوضاع من أجل وقف التدهور".
ولفت إلى أن الاجتماع سيعقد بحضور ممثلين عن مصر والولايات المتحدة.
وأوضح المصدر نفسه، أن الاجتماع يأتي "استكمالاً للجهود المكثفة التي يقوم بها الأردن بالتنسيق مع السلطة الوطنية الفلسطينية وبقية الأطراف، لوقف الإجراءات الأحادية والتصعيد الأمني الذي يهدد بتفجير دوامات كبيرة من العنف، إضافة إلى الوصول لإجراءات أمنية واقتصادية تخفف من معاناة الشعب الفلسطيني".
في سياق متصل، علمت الأناضول من مصدر فلسطيني مطلع أن القيادة الفلسطينية حسمت، مساء الجمعة، مشاركتها في الاجتماع.
وقال مصدر مطلع للأناضول، طلب عدم ذكر اسمه، إن "المشاركة الفلسطينية جاءت بعد الحصول على تطمينات بوقف التصعيد الإسرائيلي ووقف جرائم الاحتلال".
ومنذ أبريل/نيسان 2014، توقفت المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي جراء رفض تل أبيب وقف الاستيطان وإطلاق أسرى قدامى، بالإضافة إلى تنصلها من مبدأ حل الدولتين.
والخميس، عمّ الأراضي الفلسطينية إضراب شامل، غداة قتل الجيش الإسرائيلي 11 فلسطينياً وإصابة العشرات بالرصاص الحي، خلال اقتحامه مدينة نابلس الأربعاء الماضي.