قالت صحيفة The Times البريطانية، الجمعة 24 فبراير/شباط 2023، إن "يوميات هتلر" قد نُشرت بالكامل لأول مرة؛ وهي "خدعة تاريخية" سيئة السمعة منسوبة للقائد الألماني.
وزعمت مجلة Stern الألمانية الغربية في عام 1983، أنها حصلت على 63 مجلداً من دفاتر هتلر الخاصة، التي من المفترض أنها نُقِلَت جواً من برلين قبل أيام من وفاته.
وأيد هيو تريفور روبر، المؤرخ البريطاني وعميل المخابرات السابق، أصالة المذكرات. ونُشِرَ جزءٌ من القصة على مراحل في صحيفة The Sunday Times.
في اليوم التالي، تراجع تريفور روبر عن موقفه، وأعلن كونراد كوجاو، المزور المحترف الألماني، أنَّ المذكرات مزورة. واحتُفظ بالمذكرات المزيفة لسنوات في "خزانة السموم" بمقر هامبورغ لدار النشر Gruner+Jahr المالكة لصحيفة Stern.
نسخة جديدة من المذكرات
من جديد، عمل فريق من الإذاعة العامة ومقرها هامبورغ، على تجميع النص ونشره على موقعها بالإنترنت، مع تعليق من هاجو فونك، الخبير في التطرف اليميني والأستاذ الفخري للعلوم السياسية بجامعة برلين الحرة.
ورأى فونك وباحثون آخرون أنَّ هذا العمل كان على ما يبدو، محاولة من النازيين الجُدد لتبرئة اسم هتلر، وتحدي السجلات التاريخية للمحرقة. ويُعتقَد أنَّ المزور كوجاو كان على اتصال بأعضاء جبهة العمل اليمينية المتطرفة للنشطاء الوطنيين (Action Front of National Activists) المحظورة.
ونظرية النازية الجديدة ليست حديثة العهد. إذ بعد أشهر قليلة من الكارثة، خلصت جيتا سيريني، مؤرخة نمساوية بريطانية وظفتها صحيفة The Sunday Times، إلى أنَّ المذكرات اختُلِقَت في مؤامرة لإعادة تأهيل صورة هتلر. وكان ادعاء المؤرخة محل نزاع، لكن الخبير في التطرف اليميني هاجو فونك قال إنَّ المؤرخة تبدو الآن كما لو أنها كانت تسير في الاتجاه الصحيح.
تشير المذكرات المزورة إلى أنَّ هتلر سعى إلى توطين اليهود في الأراضي المحتلة بشرق ألمانيا. وتدوّن إحداها في 20 يناير/كانون الثاني 1942- تاريخ مؤتمر وانسي الذي وضع أسس الهولوكوست- عن الحاجة إلى "مكان في الشرق حيث يمكن لهؤلاء اليهود رعاية أنفسهم".
وقال فونك إنَّ المذكرات تميزت جزئياً بابتذالها. واستدرك: "لكن بعد ذلك يأتي السؤال، الذي يتكرر تقريباً دون توقف: ما الذي سنفعله باليهود؟ وهذا في عامي 1942 و1943، السنتين اللتين شهدتا بعضاً من أسوأ سياسات القتل الجماعي… في أوروبا".
استخدم المتطرفون مثل ديفيد إيرفينغ، مُنكِر الهولوكوست البريطانيِّ، اليوميات لدعم حججهم. واستبعد فونك أن يؤدي نشر النص بأكمله إلى بث حياة جديدة في نظريات المؤامرة. وقال: "هذا مبتذل للغاية، وجنون تام".