أقام إيمانويل ماكرون احتفالاً سرياً لمنح مؤسس شركة أمازون، جيف بيزوس، وسام جوقة الشرف في قصر الإليزيه، بينما يحتج مئات الآلاف من العمال في جميع أنحاء فرنسا على التعديلات في نظام التقاعد، بحسب صحيفة The Guardian البريطانية، الخميس 23 فبراير/شباط 2023.
إذ قدّم الرئيس الفرنسي أعلى وسام في البلاد أمام عدد من كبار الشخصيات وكبار رجال الأعمال المؤثرين، يوم الخميس 23 فبراير/شباط، عندما كان هناك تحرك صناعي طوال اليوم ضد خطة ماكرون لرفع سن التقاعد إلى 64 عاماً.
وعَلِمَت صحيفة The Guardian أنَّ بيزوس قد اُختير عضواً في وسام جوقة الشرف منذ نحو 10 سنوات -قبل دخول ماكرون الإليزيه- لذلك أقيم الاحتفال لتسليم الميدالية الشريطية التي تعيّن أن يحصل عليها بيزوس في ذلك الوقت، لكنه لم يفعل.
ولم يُعلِن الإليزيه عن الحفل، ولم يدرجه في يوميات الرئيس الرسمية؛ لأنه اعتُبِر مناسبة خاصة، ونُظِّم الموعد مع عائلة بيزوس ليتزامن مع وجوده في باريس. ويُقبَل نحو 300 أجنبي في وسام جوقة الشرف كل عام.
"رئيس الأغنياء"
أثار الكشف عن الحدث، الذي نشرته المجلة الإخبارية Le Point، غضباً في فرنسا؛ حيث وصف النقاد اليساريون ماكرون بـ "رئيس الأغنياء". وبيزوس هو ثالث أغنى شخص في العالم، بعد إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا.
ويحتل المركز الأول الملياردير الفرنسي برنار أرنو، الرئيس والمدير العام لمجموعة LVMH الفاخرة، الذي حضر حفل الخميس 23 فبراير/شباط.
ووصفت المجلة المحافظة Le Point الحدث بأنه "فخم لكن سري.. وحضره عددٌ قليل من الضيوف المختارين بعناية".
ولم يُدرَج الحدث في التحديثات المنتظمة للصحافة التي توضح بالتفصيل ارتباطات ماكرون. وأظهرت صورة نشرتها المجلة بيزوس مرتدياً بذلة شاحبة وهو يتحدث مع ماكرون.
سخرية من نظام المعاشات التقاعدية
واتهم معارضو التغييرات الحكومية المثيرة لجدلٍ شديد في نظام المعاشات التقاعدية في البلاد ماكرون بالسخرية منهم.
فقد غرّد مانون أوبري، من حزب "فرنسا الأبية" اليساري: "السياق: أرباح قياسية لمؤشر كاك 40 (مؤشر البورصة الفرنسية)، وتضخم، ومظاهرات حاشدة ضد إصلاح المعاشات التقاعدية… وفكرة ماكرون اللامعة هي تزيين الرئيس أمازون جيف بيزوس … بوسام جوقة الشرف".
بينما غرّد فرانسوا بيكيمال، النائب عن الحزب: "دائماً وإلى الأبد، وكل شيء للأثرياء، ولا شيء للناس".
وجاء رد الفعل الأعنف من أولئك الذين استثمروا أكثر في معارضة تغييرات المعاشات التقاعدية وسن التقاعد. قال فابيان روسيل، السكرتير الوطني للحزب الشيوعي الفرنسي: "عقيدة الرئيس: عاقب الفرنسيين، كافئ المليارديرات".
في حين قال أحد أعضاء المكتب الإعلامي في الإليزيه: "ليس لديَّ معلومات عن هذا".