أفادت تقارير، الخميس 23 فبراير/شباط 2023، بأنَّ الهند تحاول منع دول مجموعة العشرين من وصف الهجوم الروسي على أوكرانيا بأنه "حرب"، حتى مع دخول الصراع عامه الثاني.
حيث ذكرت كل من وكالتي Reuters وBloomberg أنَّ الهند حاولت، في أثناء مفاوضات المجموعة بشأن بيان مشترك، الأربعاء 22 فبراير/شباط 2023، إقناع أعضاء مجموعة العشرين باستخدام مصطلح "الأزمة" أو "التحدي" بدلاً من الحرب.
ونقلت وكالة Reuters هذا التقرير، عن وفود سبع دول على الأقل من مجموعة العشرين، بينما استشهدت Bloomberg بشخص آخر مطلع على الأمر.
وقالت رويترز إنَّ مندوبي دولة الهند حاولوا الضغط من أجل التوصل إلى توافق لكنهم لم ينجحوا، واستمرت الاجتماعات في مدينة بنغالورو الهندية الخميس 23 فبراير/شباط.
بحسب الوكالة، فإنَّ إحجام الهند عن استخدام كلمة "حرب" يتوافق مع تفضيل الكرملين، الذي يرفض استخدام المصطلح، مفضلاً أن يُطلَق عليها "عملية عسكرية خاصة"، وهي العبارة التي استخدمها فلاديمير بوتين عند إعلان الغزو.
لكن تجاهل بوتين في بعض الأحيان أمره الشخصي، واستخدم كلمة "حرب"، لكن هذا التعبير المُلطَّف لا يزال واسع الانتشار في وسائل الإعلام الرسمية الروسية.
وروسيا عضو في مجموعة العشرين وترسل وفداً إلى الاجتماعات. وأشارت Reuters إلى أنَّ موسكو كانت سترسل نواباً عن وزير المالية ورئيس البنك المركزي بدلاً من المسؤولين نفسيهما.
خطوة إلى الوراء
بدورها، رفضت الصين استخدام مصطلح "الحرب" لوصف الهجوم الروسي، وأشارت إليه بدلاً من ذلك بـ"الأزمة"، بحسب صحيفة The Wall Street Journal.
وعلى الرغم من أنَّ الهند لم تنحز صراحةً إلى روسيا، فإنها استمرت في دعمها اقتصادياً من خلال رفض فرض العقوبات واستمرار شراء واردات النفط والغاز الطبيعي الروسية.
حيث نقلت Reuters عن بيانات من مصادر تجارية، أنَّ واردات الهند من النفط الروسي سجلت رقماً قياسياً بلغ 1.4 مليون برميل يومياً في يناير/كانون الثاني 2023.
وصرح مسؤول هندي لوكالة Reuters: "الهند ليست حريصة على مناقشة أو دعم أية عقوبات إضافية على روسيا خلال قمة العشرين. فالعقوبات الحالية على روسيا خلّفت بالفعل تأثيراً سلبياً في العالم".
إنَّ حالة التردد الجماعي لمجموعة العشرين بشأن ما إذا كان ينبغي حتى تسمية الحرب بالحرب خطوة مهمة إلى الوراء عن موقفها في نوفمبر/تشرين الثاني 2022. بعد اجتماع استضافته إندونيسيا العام الماضي، أصدرت المجموعة إعلاناً رسمياً وصفت الصراع بأنه "حرب"، بحسب ما قاله موقع Business Insider الأمريكي.
وجاء في الإعلان الصادر في 16 نوفمبر/تشرين الثاني، أنَّ "معظم الأعضاء يدينون بشدةٍ الحرب في أوكرانيا". لكن الإعلان أشار أيضاً إلى أنَّ بعض الدول الأعضاء لديها "آراء أخرى وتقييمات مختلفة للوضع والعقوبات".
ويمثل الاجتماع في بنغالورو أول محطة مهمة في رئاسة الهند لمجموعة العشرين لمدة عام واحد. ويتزامن مع الذكرى الأولى للحرب الروسية على أوكرانيا التي بدأت في 24 فبراير/شباط 2022.