نقل موقع Middle East Eye البريطاني، في تقرير نشره الثلاثاء 21 فبراير/شباط 2023، عما قال إنه صديق مقرب سابق من وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، قوله إن الزعيم اليميني المتطرف اصطحبه عندما كان مراهقاً لمهاجمة قاعدة تابعة للأمم المتحدة، ودفع أموالاً لقُصّر إسرائيليين كي ينهبوا ممتلكات الفلسطينيين قبل أكثر من 20 عاماً.
ففي مقابلة مع مجلة The New Yorker الأمريكية، نُشرت الإثنين 20 فبراير/شباط 2023، قال جلعاد سادي إن بن غفير أوصله بالسيارة إلى قاعدة تابعة للأمم المتحدة في القدس الشرقية المحتلة عام 2001، وأمدّه بقاطع أسلاك، وأوضح له المكان الذي يستطيع اختراق السور من خلاله.
بينما كان بن غفير ينتظر في الخارج، ثقب جلعاد سادي جميع إطارات السيارات التي كانت داخل المُجمع، وكتب شعارات بالطلاء مثل "الأمم المتحدة تخرج" و"كاهانا كان على حق"، في إشارة إلى الحاخام اليهودي الإسرائيلي مائير كاهانا، الذي كان مصدر إلهام العديد من الهجمات الدامية ضد الفلسطينيين.
شهادة ضد إيتمار بن غفير
كان سادي يبلغ من العمر آنذاك 14 عاماً، ويعمل الآن مراسلاً ويعيش في أوروبا ويرفض أيديولوجية بن غفير اليمينية المتطرفة.
قال أحد مساعدي بن غفير إن القصة كانت مُختلقة عن طريق سادي بسبب العداء الشخصي، وذلك حسبما أفادت مجلة The New Yorker.
لم يستطع دفير كاريف، المسؤول الأمني السابق في جهاز الأمن الإسرائيلي الشاباك، أن يؤكد قصة اقتحام المقر التابع للأمم المتحدة، لكنه قال إنه كان شيئاً عادياً بالنسبة لبن غفير. وأوضح أن مؤيدي كاهانا كانوا يرسلون المراهقين بصفة منتظمة "لينفذوا الأعمال القذرة"، لأن التحقيق معهم كان أشد تعقيداً بالنسبة لضباط إنفاذ القانون من الناحية القانونية.
وفقاً لرواية جلعاد سادي، الذي قال إن بن غفير كان بمثابة "أخ أكبر" بالنسبة إليه في ذلك الوقت، اعتاد وزير الأمن القومي الإسرائيلي أن يدفع أيضاً للمراهقين ما يصل إلى 60 دولاراً في الليلة الواحدة لكتابة شعارات بالطلاء ونهب ممتلكات الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية المحتلة، فيما أنكر مساعدو بن غفير هذه الاتهامات.
جدير بالذكر أنه وفي تسعينيات القرن الماضي وحتى مطلع القرن الحالي، كان بن غفير -أحد تلاميذ وأتباع كاهانا- نشطاً في الحركة المتشددة الخاصة بالحاخام المتطرف الراحل.
كذلك وفي عام 2022 حضر فعالية لإحياء ذكرى كاهانا، وقال إنه اعتقد أن الأمر كله كان يتعلق بـ"المحبة". وأوضح: "أعتقد أن السمة الرئيسية للحاخام كاهانا كانت المحبة. محبة إسرائيل بدون تنازلات وبدون أية اعتبارات أخرى".
برغم ذلك، توقف بن غفير عن دعم الآراء العنصرية المناهضة للعرب التي اعتنقها كاهانا، وقال إنه لا يدعم ترحيل جميع المواطنين الفلسطينيين من إسرائيل.