اعتقلت الشرطة التونسية عصام الشابي، زعيم الحزب الجمهوري والمعارض البارز للرئيس التونسي قيس سعيد، الأربعاء 22 فبراير/شباط 2023، وذلك ضمن موجة اعتقالات، قالت المعارضة إنها حملة لإخماد صوتها، في حين أنهى الرئيس مهام وزير التشغيل والتكوين المهني نصر الدين النصيبي، وهو الوزير الخامس الذي يقيله منذ بداية عام 2023.
ولم يذكر الحزب الجمهوري، في تدوينة مقتضبة على فيسبوك، سبب إيقاف الشابي، لكن نقلت وكالة رويترز عن محاميه، أنه جرى اعتقال المعارض التونسي أمام مركز تجاري بينما كان مع زوجته قبل أن يتم تفتيش بيته لاحقاً.
حملة اعتقالات
وقبل أيام شنت السلطات الأمنية التونسية حملة اعتقالات طالت سياسيين معارضين ورجل أعمال وإعلامياً من دون تهم واضحة، ما ينذر بتزايد القمع في بلد يواجه أزمة اقتصادية وسياسية منذ قرار الرئيس قيس سعيّد احتكار السلطات في عام 2021.
وسبقت عمليات الاعتقال تلميحات واضحة من الرئيس خلال لقاء بوزيرة العدل ليلى جفال، الأسبوع الماضي، جاء فيها: "من غير المعقول أن يبقى خارج دائرة المحاسبة من له ملف ينطق بإدانته قبل نطق المحاكم، فالأدلة ثابتة وليست مجرّد قرائن".
بدأت حملة الاعتقالات بتوقيف رجل الأعمال كمال اللطيف، صاحب النفوذ الكبير في الأوساط السياسية والذي بقي لفترة طويلة مقرباً جداً من الرئيس الراحل زين العابدين بن علي، إضافة إلى القيادي السابق في حركة النهضة عبد الحميد الجلاصي، والناشط السياسي خيام التركي وقاضيين معزولين.
وتواصلت الاعتقالات وطالت المدير العام في المحطة الإذاعية الخاصة "موزاييك إف إم" نور الدين بوطار، ووزير العدل السابق نور الدين البحيري، والمحامي لزهر العكرمي، بحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية.
وتعتبر قوى في تونس، بينها الحزب الجمهوري، تلك الإجراءات "تكريساً لحكم فردي مطلق"، بينما تراها قوى أخرى "تصحيحاً لمسارة ثورة 2011″، التي أطاحت بالرئيس آنذاك زين العابدين بن علي (1987ـ2011).
أما سعيد، الذي بدأ في 2019 فترة رئاسية تستمر 5 سنوات، فقال إن إجراءاته "ضرورية وقانونية" لإنقاذ الدولة من "انهيار شامل".
إنهاء مهام وزير التكوين
في سياق آخر، أصدر رئيس الجمهورية قيس سعيّد، اليوم الأربعاء 22 فبراير/شباط، أمراً يقضي بإنهاء مهام نصر الدين النصيبي، وزير التشغيل والتكوين المهني.
ولم يذكر البيان سبباً لإقالة الوزير ولا مَن سيخلفه.
ومنذ مطلع يناير/كانون الثاني الماضي، أقال سعيد 4 وزراء من حقائب الخارجية والتجارة والزراعة والتربية في حكومة رئيسة الوزراء نجلاء بودن، التي بدأت عملها في 11 أكتوبر/تشرين الأول 2021.
ويثير أداء الحكومة انتقادات عديدة، في ظل أزمة اقتصادية تفاقمت حدَّتها جراء تداعيات جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ نحو عام، إضافة إلى تداعيات أزمة سياسية تعيشها البلاد منذ أن بدأ سعيد فرض إجراءات استثنائية في 25 يوليو/تموز 2021.