أعلنت العاصمة الصينية بكين أنها سوف تقدم منحة شهرية بقيمة 6 دولارات إلى السكان أصحاب الدخول المنخفضة؛ لتخفيف آثار ارتفاع أسعار الغذاء، في خطوة أغضبت على نحوٍ غير متوقعٍ كثيراً من الأشخاص على شبكة التواصل الاجتماعي، الذين يقولون إن المبلغ قليلٌ للغاية، بحسب شبكة CNN الأمريكية، الإثنين 20 فبراير/شباط 2023.
يأتي إعلان حكومة المدينة بينما تتسارع وتيرة تضخم أسعار الغذاء في الصين، بعد أن ألغى صُنَّاع السياسة استراتيجية صفر كوفيد في ديسمبر/كانون الأول، وخففوا السياسة النقدية بصورة أكبر لدعم التعافي الاقتصادي.
في الأسبوع الماضي، انطلقت احتجاجات عن طريق المتقاعدين في مدينتي ووهان وداليان حول خفض مزايا الرعاية الطبية الخاصة بهم، مما يسلط الضوء على تنامي خطر وقوع اضطرابات بسبب قضايا الظروف المعيشية، في وقتٍ يكافح فيه اقتصاد الصين لاستعادة خُطاه الثابتة بعد استنزافه بسبب سياسات الجائحة.
محدودو الدخل في بكين
وفقاً للجنة بلدية بكين للتنمية والإصلاح، الجهة القائمة بدور المنظِّم الاقتصادي للمدينة، فإن أكثر من 300 ألف شخص من محدودي الدخل سوف يحصل كل منهم على 40 يوان (6 دولارات) شهرياً. وسوف توزع أول المبالغ في وقت لاحق من فبراير/شباط الجاري، ولم تتضح المدة التي سوف يستمر خلالها توزيع هذه المبالغ.
إلى ذلك، ذكرت صحيفة Beijing Daily الحكومية الصينية ما قاله مسؤول من لجنة البلدية، الجمعة 17 فبراير/شباط : "في يناير، ارتفعت أسعار الغذاء في بكين بنسبة 6.6%، استيفاء لشروط بدء برنامج الدعم المرتبط بالأسعار".
وتابع: "سوف نحاول القيام بما يلزم لضمان سبل العيش الأساسية للمحتاجين، ومواصلة تحسين شعور الشعب بالكسب والسعادة والأمن".
ووفقاً للشبكة الأمريكية، فقد أطلقت الصين برنامجاً لدعم محدودي الدخل في 2011، لتقديم منح نقدية شهرية للمحتاجين، عندما يصل مؤشر أسعار المستهلكين إلى عتبة محددة. تضع كل مدينة أو منطقة معاييرها الخاصة بها، نظراً إلى أن التكاليف المعيشية تختلف من مكان لآخر حول البلاد.
ردود فعل غاضبة
لم تلقَ الأنباء الأخيرة في بكين استحساناً من الناس، الذين لجأوا إلى مواقع التواصل الاجتماعي للشكوى من ارتفاع تكاليف المعيشة في المدينة.
قال أحد التعليقات على منصة ويبو: "40 يوان؟ هل أنتم جادون؟ عندما يستقل محدودو الدخل المترو للحصول على المال ثم العودة، سوف يخسرون 8 يوان؟".
قال مستخدم آخر من مستخدمي موقع ويبو: "هل هذه إهانة؟ [المبلغ] لا يدعم إلا طبق شعيرية".
وانتقد بعض الأشخاص نظام الرفاه الاجتماعي الضعيف في البلاد، بينما انتقد آخرون خطوة الحكومة التي ألغت بموجبها ديوناً مستحقة على بلاد أخرى تُقدر بالمليارات.
فيما قال أحد المواطنين: "ألا يمكننا أن نشكك في الخطوة؟ هل تعتقدون أن نظام الرفاه الحالي في بلدنا جيد؟ هل يمكنه أن يستوفي احتياجات الشعب؟".
تسارعت معدلات تضخم أسعار المستهلكين في الصين في يناير/كانون الثاني، فقد ارتفع مؤشر أسعار المستهلك بنسبة 2.1% مقارنة بالعام الماضي. صحيحٌ أن الرقم الرئيسي لا يزال منخفضاً نسبياً مقارنة ببلادٍ أخرى، لكن أسعار الغذاء ارتفعت بنسبة 6.2%، وكانت أكثرها في أسعار الفواكه وبعض أنواع اللحوم.
وفي بكين، تجاوزت أسعار الغذاء المستوى الوطني. وارتفعت أسعار الخضراوات بنسبة 24% في الشهر الماضي.