أعلن رئيس إدارة الكوارث والطوارئ التركية "آفاد"، يونس سيزار، في تصريح أدلى به من مركز تنسيق "آفاد" في العاصمة أنقرة، الأحد 19 فبراير/شباط 2023، ارتفاع عدد وفيات الزلزال جنوبي البلاد إلى 41 ألفاً و20 شخصاً. وتابع: "ربما ستستمر جهود البحث والإنقاذ في بضعة مبانٍ".
لفت إلى وقوع 5700 هزة ارتدادية عقب الزلزال المزدوج الذي ضرب ولاية كهرمان مرعش يوم 6 فبراير/شباط 2023. وأوضح أنه تم منح مساعدات نقدية بقيمة 10 آلاف ليرة (531 دولاراً) لأكثر من 682 ألف مواطن، مشيراً إلى استمرار تقديم المساعدات النقدية للمواطنين.
كان زلزال قد ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا في 6 فبراير/شباط 2023، بلغت قوة الأول 7.7 درجة والثاني 7.6 درجة، تبعتهما آلاف الهزات الارتدادية العنيفة؛ ما خلف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.
العراق يرسل عشرات الشاحنات
في سياق متصل، قال ممثل الهلال الأحمر التركي في العراق محمود آق غون ترياقي، إن الشعب العراقي أرسل إلى الآن 56 شاحنة مساعدات إلى تركيا. وفي حديث للأناضول، حول الأعمال الإغاثية المتعلقة بالزلزال، قال ترياقي إنهم عقدوا اجتماعاً على الفور بعد الزلزال وأطلقوا حملة لجمع التبرعات.
أوضح أن المساعدات بدأت بالقدوم على القنصلية التركية في مدينة الموصل. وأشار إلى أن حملة التبرعات للمتضررين من الزلزال شارك فيها العرب والأكراد والتركمان.
تتضمن المساعدات مواد غذائية وبطانيات ومدافئ وملابس ومستلزمات للأطفال وغيرها من المواد الأساسية. وأكد ترياقي على المشاركة الواسعة من الشعب العراقي في حملة المساعدات، معرباً عن شكره لهم على تضامنهم مع الشعب التركي.
دعم من ليبيا لضحايا زلزال تركيا
في الوقت نفسه، أرسلت ليبيا الأحد، طائرة جديدة محملة بـ15 طناً من المساعدات الإنسانية للمتضررين من الزلزال في تركيا.
في حديث للأناضول من مطار معيتيقة الدولي، أشار السفير التركي في طرابلس كنان يلماز، إلى أن الشعب الليبي وحكومة الوحدة الوطنية أرسلا اليوم طائرة المساعدات الثالثة للمتضررين من الزلزال في تركيا.
كما أشار إلى أن ليبيا أرسلت الخميس الماضي، سفينة محملة بـ90 طن مساعدات من المساعدات من مدينة مصراتة. وأعرب السفير التركي عن شكره للشعب الليبي للمساعدات التي قدموها ولتضامنهم مع الشعب التركي.
في السياق، قال مدير مكتب وزير الدفاع بحكومة الوحدة جبريل شتيوي، إنه تم إرسال 5 طائرات مساعدات من ليبيا إلى منكوبي الزلزال، اثنتان منها للشعب السوري. وأكد شتيوي مواصلتهم إرسال المساعدات للأتراك والسوريين بناء على تعليمات رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة.
كانت الحكومة الليبية أرسلت طواقم إنقاذ وإسعاف وكوادر طبية مكونة من 96 شخصاً وطاقم من الهلال الأحمر الليبي من 25 شخصاً لإغاثة المنكوبين. كما تعهدت حكومة الوحدة الوطنية بإرسال 50 مليون دولار كمساعدات نقدية.
طائرات شحن قطرية إلى تركيا
في حين تساهم طائرات شحن عسكرية قطرية في نقل مساعدات دول أخرى إلى ضحايا الزلزال جنوبي تركيا، بجانب المساعدات المقدمة من الدوحة. وذكرت السفارة التركية في الدوحة، عبر تويتر، الأحد، أن طائرات "C-17" التابعة للقوات الجوية القطرية تقوم بنقل الخيم من الأردن إلى تركيا.
أوضحت السفارة أن طائرات الشحن القطرية تقوم أيضاً بنقل الاحتياجات العاجلة من ألمانيا إلى المناطق المتضررة من كارثة الزلزال.
الانتهاء من أعمال البحث في تركيا
في سياق متصل، أعلنت إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) الانتهاء من أعمال البحث في كافة الولايات التركية باستثناء ولايتي كهرمان مرعش وهطاي. وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس "آفاد" يونس سيزار الأحد، أشار إلى ارتفاع عدد وفيات الزلزال إلى 40 ألفاً و689.
أكد مواصلة العمل بجهود مكثفة من قبل كافة المؤسسات والهيئات التركية، في إزاحة الأنقاض وإقامة المخيمات والمدن مسبقة الصنع والبنية التحتية المتعلقة بها.
يواصل أكثر من 20 ألفاً من عمال البحث والإنقاذ عملهم إلى جانب الآليات الثقيلة. وأشار إلى أنّ إجمالي الخيم التي أقيمت في مناطق الزلزال بلغت 250 ألفاً، وستبلغ 300 ألف في وقت قريب.
فيما تهدف آفاد، بحسب سيزار، لإقامة 100 ألف بيت مسبق التجهيز خلال شهرين. وتشرف 75 طائرة و178 مروحية على إيصال المساعدات للمتضررين من الزلزال. وتم تأسيس 252 مطبخاً متنقلاً و100 سيارة لتوزيع الطعام و400 فرن متنقل لإغاثة المتضررين. وتم توزيع أكثر من 12 مليوناً و857 ألف سلة غذائية ونحو 50 مليون وجبة طعام.
حملة تبرع بالدم في تركيا
من جهة أخرى، أطلقت الجاليات والمنظمات العربية في تركيا، الأحد، حملة للتبرع بالدم لصالح المصابين جراء الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا في 6 فبراير/شباط 2023.
بالتنسيق مع الهلال الأحمر التركي ووقف جامع تقسيم، شارك عرب وأتراك في الحملة التي أقيمت ضمن خيمة تابعة للهلال الأحمر في ساحة تقسيم الشهيرة بقلب مدينة إسطنبول.
نظمت الحملة الجمعية العربية، بمشاركة منظمات أخرى، منها اتحاد المرأة العربية، وجمعية اللمة السورية، واتحاد الأطباء العرب، والبيت المصري التركي، واتحاد المرأة الليبية.
منذ ساعات الصباح توافد عرب وأتراك جنباً إلى جنب، على حملة التبرع بالدم، وزاد الإقبال خلال النهار على أن تستمر حتى المساء.
بعد أن تبرعت بالدم، قالت آلاء غازي من سوريا للأناضول إن "الدافع للتبرع بالدم، وهو ما يجب أن يكون دافع الجميع، أنه لعلى وعسى أن يكون هذا الدم شفاء لمن خرج من الأنقاض". وأضافت أن هذا التبرع "إنقاذ لحياة أخرى، خاصة أن الحاجة للدم والعمليات الجراحية أكبر لمَن خرجوا أحياء، فمن يستطيع يجب ألا يُقصر وهو عمل إنساني".
مشيدة بتحرك الجالية العربية في تركيا، قالت إن هذه الحملة "خطوة جيدة ومبادرة طيبة كما في الأعمال السابقة، هذه المبادرة والخطوة جميلة وأشكرهم عليها، وأدعو كل من يقدر على التبرع أن يبادر لإنقاذ أرواح المصابين".
عن المبادرة، قالت رئيسة اتحاد المرأة العربية في تركيا فاطمة حسين المجبري للأناضول إنها "جاءت من فكرة الجمعية العربية واتحاد المرأة العربية واتحاد المرأة الليبية لتنظيم حملة للتبرع بالدم".
أردفت: "الفكرة فيها مساعدة وإنقاذ لحياة الناس، بمعنى نقطة من دمك تنقذ الحياة، وكما هو معلوم أنه نتيجة الزلزال هناك كثيرون في المستشفيات فقدوا الدماء وخاصة من الأطفال والنساء، ونحاول من خلال هذه الحملة التبرع بالدم لهم".
بخصوص جهود الجالية العربية في الإغاثة، قالت المجبري إنها "كانت كبيرة عبر تقديم المساعدات والمستلزمات الإغاثية والأغطية.. وفي اتحاد المرأة (الليبية) نتابع مع البعثة الليبية المساعدات ومع فرق الأطباء وهم موجودون، وكنت هناك وقابلت مجموعة من الأطباء".
أكدت أن "أغلب الجاليات العربية في تركيا ساهمت بشكل كبير بما يستطيعون، بما أن المصاب جلل والأمر يحتاج جهود دول.. نتوقع مع المناشدات مزيداً من الإقبال على الحملة في الساعات المقبلة".
أضافت كذلك: "دعوتي لأفراد الجالية أن نكون سفيراً حسناً لبلداننا ونقتدي بتعاليم ديننا وأن يكون المسلم مسانداً للمسلم ومساعداً له، فلا بد أن تكون هناك وقفة جادة وأن تكون رسالة للموقف العربي".
أما محمود من جمعية "اللمة" السورية فقال للأناضول: "تبرعت بالدم وأنا متطوع في جمعية اللمة.. التبرع للسوريين والأتراك ولا توجد تفرقة، وأدعو الجميع للمساهمة بالحملة وألا تكون هناك أي تفرقة، فالجميع إخوة".
مساعدات من السودان لتركيا
في حين أرسل السودان، الأحد، طائرة مساعدات إنسانية إلى تركيا لمواجهة آثار الزلزال تحتوي على 20 ألف بطانية وألفي خيمة.
في تصريحات إعلامية بمطار الخرطوم، قال قائد "قوات الدعم السريع" محمد حمدان دقلو "حميدتي" إن "قوات الدعم السريع تساهم بإرسال طائرة مساعدات لتركيا ولكنها باسم جميع الشعب السوداني في كل ولاياته".
جدير بالذكر أن "الدعم السريع" قوات مقاتلة تتبع للجيش السوداني جرى تشكيلها في عهد الرئيس المعزول عمر البشير لمحاربة المتمردين غربي البلاد ثم لحماية الحدود وحفظ النظام لاحقاً.
حميدتي الذي يشغل أيضاً منصب نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، أوضح أن "الخيام والبطانيات نقدمها إلى أهلنا في تركيا وهم أهل خير وسباقون للخير، ومنظماتهم الإنسانية موجودة في السودان وتقدم المساعدات الإنسانية إلى المستضعفين".
مشدداً على أن "الدعم لتركيا لن يتوقف". وأشار إلى أن "هناك مساعدات أخرى في طور التجهيز، ولو هناك حاجة فنحن مستعدون لإرسال أي عدد من الجنود لمساندة تركيا". وذكر حميدتي: "حاولنا إرسال مساعدات إلى سوريا، لكن لم نجد الطريقة الممكنة لتوصيلها".
هذه الطائرة الثانية من السودان لتركيا سبقتها أخرى أعلن إرسالها الجيش السوداني تحتوي على "مواد إيواء ودعم طبي"، كما أوفدت الخرطوم لمناطق الزلزال المنكوبة فريق بحث للمساهمة في مهمة إنقاذ الضحايا.
كذلك ومن مطار الخرطوم، عبّر السفير التركي إسماعيل تشوبان أوغلو عن شكره للسودان حكومة وشعباً في دعم متضرري الزلزال وقال: "نحن اليوم هنا لإرسال شحنة مساعدات تضم 20 ألف بطانية وألفي خيمة كمرحلة أولى". وأوضح تشوبان أوغلو أن "هذه الألفي خيمة ربما تلبي احتياجات أكثر من 20 ألف مواطن تركي تضررت منازلهم في مناطق الزلزال".
كما قال السفير التركي: "إخواننا السودانيون ساندونا بجسد واحد، وكثيرون منهم قدموا كل ما عندهم من أموال، وهناك سودانيات قدمن ذهبهن كمساهمة لمتضرري الزلزال".