في واقعة أثارت الجدل، تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً قالوا إنها لمقبرة فرعونية مزيفة قام بعض المواطنين في إحدى محافظات مصر بتصميمها، وتصميم تماثيل فرعونية مزيفة من أجل إيهام تجار الآثار بها وبيعها لهم على أنها أصلية، وقد كانت صور المقبرة مطابقة للأصلية بالفعل في دقة تقليدها.
مع اشتعال الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، وطرح التساؤلات حول مدى صحة ما يتم ترويجه، تدخلت السلطات المصرية لحسم الأمر، وكشفت تحقيقات النيابة العامة صحة التفاصيل التي راجت على مواقع التواصل الاجتماعي، وأصدرت النيابة العامة المصرية بياناً مطولاً كشفت فيه كافة التفاصيل المتعلقة بهذه الواقعة الكوميدية!
النيابة المصرية تحقق في واقعة الآثار المزيفة
النيابة العامة المصرية قالت، في بيان رسمي لها على صفحتها في فيسبوك: "أُبلغت النيابة العامة في منتصف فبراير الجاري بأن أفراد الأمن قد رأوا -حالَ تفقدهم الحالةَ الأمنية ناحية قرية الحيبة بمركز الفشن ببني سويف -جنوب العاصمة المصرية القاهرة- بمجموعة من الأشخاص يعتلون تبة بمنطقة صحراويّة وبحوزتهِم سيارة ربع نقل، فاشتبهوا فيهم، وباقترابهم منهم لاذوا بالفرار، فتفقد أفراد الأمن أثرهم وعثرُوا على مجموعة من التماثيل الفرعونية جوار حفرة مغطاة بباب حديدي مغلق بالأقفال، فنزعوه".
أضافت النيابة العامة في بيانها: "تبين لهم أن الحفرة التي يبلغ عمقها نحو مترين تؤدي إلى سرداب به ثلاث غرف مشتبه في أثريتها لاحتوائها على تماثيل تشابه التماثيل الفرعونية، فانتقلت النيابة العامة لمعاينتها وصحبت معها لجنة مشكلة من وزارة السياحة والآثار، فأودعت اللجنة تقريراً أثبتت فيه أن جوانب الحفرة تحتوي على أسياخ حديدية لتقويتها، وأن الرسوم المنقوشة على جدران الغرف الثلاث وما تحتوي عليه من تماثيل جميعها مقلدة حديثة الصنع وغير أثرية".
في المقابل أضاف البيان الرسمي: "طلبت النيابة العامة تحريات مباحث الآثار حول الواقعة، وتوصلت إلى أن مجموعة من المتهمين -قد تم تحديدهم- أعدوا هذه المقبرةَ الوهميةَ للاحتيال على راغبي شراء القطع الأثرية والاستيلاء على أموالهم، فأمرت النيابة العامة بضبطهم وإحضارهم، وجارٍ استكمال التحقيقات".
كذلك وحسب تقرير لجنة مشكلة من "وزارة السياحة والآثار"، فإن "الحفرة التي يبلغ عمقها نحو مترين والمغطاة بباب حديدي بالأقفال، تؤدي إلى سرداب يضم 3 غرف تحتوي على تماثيل يشتبه في فرعونيتها، وثبت أن جميع الرسوم المنقوشة على جدران الغرف والتماثيل مقلدة (حديثة الصنع) وغير أثرية".
الرسومات جيدة جداً
في سياق متصل، قال كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار مجدي شاكر في تصريحات صحفية، إن الرسومات "جيدة جداً"، إلا أنه كشف عن كتابات خاطئة بها كالتقاء الملك توت عنخ أمون برمسيس الثالث، على الرغم من أن الفرق بين الأسرتين نحو 500 عام. وأضاف شاكر: "لو استغلوا ذكاءهم وأموالهم في شيء يصلح للاستثمار كان أفضل لهم كثيراً"، ووجه رسالة للمتعاملين معهم من تجار الآثار قائلاً: "القانون لا يحمي المغفلين".
في سياق متصل، كشف مدير عام آثار بني سويف عمر محمود في تصريحات صحفية أن القصة بدأت حينما خاطبت النيابة العامة منطقة آثار بني سويف وطالبتها بتشكيل لجنة لفحص مقبرة في منطقة الحيبة بمركز الفشن شرقي المحافظة. وأوضح أنه بالاستعلام تبين أن النيابة العامة تلقت بلاغاً بقيام بعض المتهمين بالاتجار في الآثار من داخل مقبرة تم اكتشافها في المنطقة.
في المقابل، فقد حضر أمين عام المجلس الأعلى للآثار، مصطفى وزيري بنفسه وعاين المقبرة التي هي عبارة عن غرفة أسفل جبل وتؤدي لها 3 سراديب مزيفة أيضاً، وهو كذلك أكد أن المقبرة وكل ما تحتويه مزيف، وتم إعداد تقرير للنيابة العامة بذلك مع توصية بضرورة إعدام المقبرة وكل ما تحتويه.