يعمل الزعيم كيم جونغ أون على تأمين قبضته على السلطة في كوريا الشمالية من خلال إجراء تعديلات في تعيينات ضباط الجيش وكوادر الحزب الشيوعي وأعضاء الحكومة، بحسب ما ذكرته صحيفة The Times البريطانية، الجمعة 17 فبراير/شباط 2023.
جاءت أنباء التغييرات في الوقت الذي أفاد فيه مراقبون أجانب، وضمن ذلك حكومة كوريا الجنوبية، بوجود مؤشرات متزايدة على أسوأ حالات نقص للغذاء تشهدها كوريا الشمالية.
وفقاً لتحليل أجرته وزارة الوحدة في كوريا الجنوبية، أجرى حزب العمال الكوري تغييرات على 40% من أعضاء المكتب السياسي الذين شغلوا مناصب في العام السابق، و60% من المسؤولين في أمانة الحزب.
وكشفت مراجعة الضباط الذين كانوا يسيرون في عرض عسكري أقيم في بيونغ يانغ، الأسبوع الماضي، أنَّ القيادة العليا للقوات البرية للجيش الشعبي الكوري قد تغيرت أيضاً. ورفعت بيونغ يانغ أيضاً من مكانة قسم الترويج والدعاية في حزب العمال الكوري وقسم التنظيم والتوجيه، المسؤولَين عن الرقابة الاجتماعية والدعاية.
وذكرت وزارة الوحدة في تقرير: "يبدو أنَّ كوريا الشمالية تسعى جدياً للسيطرة الأيديولوجية؛ لتأمين استقرار حكم كيم جونغ أون طويل الأمد، من خلال رفع مكانة كبار المسؤولين في هذه الإدارات".
أزمة غذاء غير مسبوقة
وستكون العديد من التغييرات روتينية، ولا تشير في حد ذاتها إلى أنَّ الشخص الذي انتقل إلى مكان آخر قد قُتل أو اعتُقل. لكن وتيرة التغيير تشهد على انشغال كيم بإعادة تشكيل النخبة الحاكمة بكوريا الشمالية، في وقت يُقال إنَّ خطر نقص الغذاء -الذي يمثل مشكلة مزمنة في البلاد- وصل لدرجة غير مسبوقة منذ المجاعات في التسعينيات.
وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة Dong-A Ilbo الكورية الجنوبية هذا الأسبوع، أنَّ كوريا الشمالية خفّضت الحصص الغذائية اليومية لأفراد الجيش الشعبي الكوري من 620 غراماً لكل جندي إلى 580 غراماً، وهو أول خفض من نوعه منذ مطلع القرن.
واتخذت اللجنة المركزية للحزب خطوة غير عادية بالدعوة إلى اجتماع خاص هذا الشهر؛ لبحث "المهمة بالغة الأهمية والعاجلة لوضع الاستراتيجية الصحيحة لتنمية الزراعة".
وقال وزير الوحدة في كوريا الجنوبية، كوون يونغ سي، أمام برلمان البلاد: "إنَّ وضع الغذاء في كوريا الشمالية لا يبدو جيداً للغاية".
وأثار كوون الشكوك حول فرص إعداد ابنة كيم لتولي القيادة. فقد ظهرت كيم جو-آي، التي يُعتقَد أنها تبلغ من العمر نحو عشر سنوات، في خمس مناسبات علنية مع والدها منذ نوفمبر/تشرين الثاني، وستظهر صورتها على الطوابع البريدية الكورية الشمالية.
وقال كوون: "هناك أفكار بأنَّ الدولة تتجه نحو انتقال وراثي للسلطة، لكن بالنظر إلى سن كيم جونغ أون [الصغير نسبياً]، وحقيقة أنَّ كوريا الشمالية تتمتع بطابع أبوي أكثر منّا، فهناك أيضاً كثير من الأسئلة حول ما إذا كان يمكن أن ترث امرأةٌ السلطة الآن في كوريا الشمالية".
وأضاف: "أرى أنه إجراء محتمل للتحضير المسبق لخلافة وراثية من الجيل الرابع، ولتعزيز وحدة النظام بالتركيز على كيم جونغ أون وعائلته المسماة بسلالة جبل بايكتو".