قال رئيس النظام السوري بشار الأسد، الخميس 16 فبراير/شباط 2023، إن مواجهة كارثة الزلزال المدمر الذي وقع الأسبوع الماضي، تتطلب موارد تزيد كثيراً على إمكانيات الحكومة. وتوجه بالشكر إلى "الدول التي وقفت معنا من الساعة الأولى للكارثة من أشقاء عرب وأصدقاء ولفرق الإنقاذ التي أرسلوها".
في أول كلمة له ينقلها التلفزيون منذ أكثر من أسبوع على وقوع الزلزال، قال الأسد: "حجم تلك الكارثة والمهام المناطة بنا جميعاً أكبر بكثير من الإمكانيات المتاحة". فيما قالت حكومته إن عدد القتلى في الأراضي التي تسيطر عليها بلغ 1414 وسقط أكثر من أربعة آلاف قتيل في منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة بشمال غرب البلاد.
كما اجتمع الأسد في دمشق مع دبلوماسيين كبار بينهم وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، في أول اجتماع من نوعه منذ بدء الحرب.
وقال الأسد إن الكارثة وفرت "فرصة" للتعامل مع القضايا التي تراكمت في البلاد التي تواجه أيضاً أزمة اقتصادية عميقة.
فيما تقول الأمم المتحدة إن ما يقرب من تسعة ملايين سوري تضرروا من الزلزال، وأطلقت نداء لجمع 400 مليون دولار لتغطية الاحتياجات الإنسانية العاجلة للمتضررين على مدى الأشهر الثلاثة المقبلة.
وخفف الزلزال عزلة الأسد الدولية بعد الثورة السورية، التي اندلعت قبل 11 سنة، إذ تدفقت المساعدات التي جاء أغلبها من الدول العربية، بما فيها السعودية التي دعمت المعارضة في مواجهة حكومته.
الحرب تعرقل وصول المساعدات إلى سوريا
وأعاقت الحرب في سوريا جهود الإغاثة في شمال غربي البلاد، ويشعر الكثيرون هناك بالتخلي عنهم، بينما تتجه المساعدات إلى أجزاء أخرى من المنطقة المنكوبة المترامية الأطراف.
وانقطعت شحنات المساعدات من تركيا بالكامل في أعقاب الزلزال مباشرة، عندما تم إغلاق طريق تستخدمه الأمم المتحدة مؤقتاً.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، وافق رئيس النظام السوري بشار الأسد على فتح معبرين إضافيين للمساعدة بعد أكثر من أسبوع من الزلزال. وطلبت منه منظمة الصحة العالمية الموافقة على فتح المزيد من نقاط العبور.
فيما قال متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية لرويترز إنه حتى الخميس مرت 119 شاحنة تابعة للأمم المتحدة عبر معبري باب الهوى وباب السلام منذ الزلزال.
وقدر بنك "جيه بي مورغان" الأمريكي أن الكلفة المباشرة للدمار الذي لحق بالأبنية في تركيا قد تعادل 2.5% من نمو الناتج المحلي أو 25 مليار دولار.
وفي 6 فبراير/شباط الجاري، وقع زلزالان متتاليان بقوة 7.7 درجة و7.6 درجة جنوبي تركيا وشمالي سوريا، وتسببا بخسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات.