نجحت حملة تبرعات تركية تحت اسم "تركيا قلب واحد"، الأربعاء 15 فبراير/شباط 2023، في جمع أكثر من 6 مليارات دولار، في غضون 7 ساعات، لصالح المتضررين من الزلزال، قامت بتغطيتها 213 محطة تلفزيونية و562 إذاعة داخل وخارج تركيا على الهواء مباشرة، وشارك في تقديمها مشاهير أتراك.
الحملة التي بثتها قنوات وإذاعات في تركيا وأذربيجان وقبرص التركية، لاقت دعماً واسعاً من رجال أعمال وشركات وساسة ورياضيين وممثلين، ووصفتها وسائل إعلام تركية بأنها أكبر حملة تبرعات في البلاد، ولقيت استجابة رسمية وشعبية.
وقبل أيام، أعلنت تركيا حصيلة صادمة للمباني المنهارة والخراب الذي لحق بالبنية السكنية جنوبي البلاد، وقال وزير البيئة والتطور العمراني التركي، مراد قوروم، إن 41 ألفاً و791 بناءً انهارت أو تضررت في الولايات التركية الـ10 المتأثرة بالزلزال، فيما أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الزلازل المدمرة كانت "بقوة القنابل الذرية"، وأضاف: "بإجماع كافة خبراء العالم زلزال كهرمان مرعش كارثة طبيعية استثنائية من حيث قوته وحجم الدمار".
أردوغان يعد ببناء مبانٍ جديدة خلال عام
وفي مداخلة هاتفية، أثناء انطلاق الحملة، قال أردوغان إن بلاده تهدف إلى تشييد مبانٍ جديدة وآمنة خلال عام واحد، مكان كل مبنى تهدَّم في الزلزال المزدوج.
وأضاف: "اعتباراً من بداية مارس/آذار المقبل، سنضع حجر الأساس لـ30 ألف وحدة سكنية، وبذلك سنكون قد بدأنا إعادة إعمار المناطق المهدمة".
وعلى مدار 7 ساعات من البث المباشر، تلقت الحملة تبرعات كبيرة وصلت قيمتها إلى 115 ملياراً و146 مليوناً و528 ألف ليرة تركية (نحو 6.1 مليار دولار).
وفي اتصال هاتفي، أعلن رئيس وزراء ألبانيا، إيدي راما، عن دعم الحملة بمليون يورو.
ومعرباً عن خالص تعازيه لتركيا حكومةً وشعباً، أكد راما أن ألبانيا لم تنسَ وقفة تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان مع بلاده، حينما ضربها زلزال بقوة 6.4 درجة في 2019، وأدى إلى مقتل 51 شخصاً.
وأضاف: "مستعدون لتسخير ما لدينا من إمكانيات لدعم الشعب التركي، وأعلن نيابة عن الشعب الألباني التبرع بمليون يورو لمتضرري الزلزال".
وتابع: "أعلم أن هذا المبلغ ليس كبيراً، وأن هناك حاجة إلى مبالغ أكبر، ولكن هذا المتاح بأيدينا في الوقت الراهن، وأعتقد أن الأهم هو فعل المتاح".
الدعم العربي متواصل
في الوقت ذاته تُواصل الدول العربية، وفي مقدمتها دول الخليج، دعمَها الإغاثي على كافة المستويات لتركيا، عقب الزلزال الذي ضرب جنوبي البلاد وشمالي سوريا.
فبدءاً من الخليج، إلى مصر والمغرب العربي، حتى فلسطين الجريحة لم تتردد وقدّمت ما تستطيع من دعم ومساعدة، وفي الوقت ذاته أطلقت الجاليات العربية في تركيا حملات جماعية؛ فمنهم من تطوّع مع فرق الإنقاذ، ومنهم الذي بذل ما أمكنه من دعم مادي، ومنهم من ركب سيارته وراح ينقل المتضررين من الزلزال إلى الولايات والمناطق الآمنة.
فبينما أرسلت معظم الدول العربية فرق بحث وإنقاذ للمشاركة في إنقاذ العالقين تحت الأنقاض عقب الزلزال المدمر، أطلقت 16 دولة عربية جسوراً جوية مع تركيا، لتنطلق الرحلات تلو الرحلات، ناقلةً المساعدات الطبية والغذائية وغيرها، إلى جانب المشافي المدنية، والمنازل المؤقتة التي بدأت الدوحة بإرسالها مؤخراً إلى تركيا.
أما على صعيد التبرعات، فقد حققت الحملات التي أطلقتها دول الخليج الست رقماً قياسياً، بلغ أكثر من 390 مليون دولار في غضون 9 أيام، لمساندة تركيا وسوريا على تجاوز آثار الزلزال المدمر، بينما لا تزال حملة "ساهم" السعودية تستقبل التبرعات المالية حتى الآن، وجمعت نحو 98 مليون دولار، من أكثر من مليون ونصف المليون متبرع.