كشفت تقارير أن عالماً صينياً يُزعم ارتباطه بمنطاد "التجسس" الذي حلق في سماء الولايات المتحدة مطلع فبراير/شباط 2023، كان قد أطلق قبل 4 سنوات منطاداً للتحليق حول العالم ضمن برنامج بكين لتطوير مركبات الفضاء القريب، بحسب ما أفادت صحيفة The Times البريطانية.
العالم الصيني "وو زهي" عمِل في 3 هيئات على الأقل من الهيئات الست التي فرضت واشنطن عقوبات عليها لمشاركتها في برنامج المراقبة الجوية الصيني.
منطاد مشابه قبل 4 أعوام
في عام 2017، أطلق زهي منطاداً حلَّق على ارتفاع 19 ألف كيلومتر، وبعد عامين شارك في إطلاق منطاد آخر للتحليق في جولة حول العالم، شملت الولايات المتحدة، على الارتفاع نفسه. وقد أشادت وسائل الإعلام الصينية بهذه الإنجازات التكنولوجية التي قالت إنها تجعل البلاد في مصاف الدول الرائدة لتكنولوجيا الطيران والبحث في الفضاء القريب.
بينما أصرت بكين على أن المنطاد الذي حلق على ارتفاع 17 ألف كيلومتر فوق الولايات المتحدة، في 4 فبراير/شباط الجاري، كان منطاداً لأبحاث الطقس؛ لكنه انحرف عن مساره، أما واشنطن فقالت إنه منطاد تجسس يندرج ضمن برنامج بكين لمراقبة الغرب.
أفضى الحادث إلى تأجيج التوترات القائمة في العلاقات الصينية الأمريكية، وزاد من الاهتمام بمساعي الصين المستمرة منذ عقود لتطوير مناطيد الارتفاعات العالية التي تستخدم للأغراض العلمية والعسكرية.
العالم الصيني وو زهي يبلغ عمره 66 عاماً، وهو عضو في الحزب الشيوعي الصيني، وأستاذ لعلوم الطيران والهندسة في جامعة بيهانغ. وتذكر سيرته المهنية الرسمية أنه يعمل في لجنة العلوم والتكنولوجيا التابعة لقسم التسلح العام بجيش التحرير الشعبي الصيني، ويرأس فريقاً معنياً بتطوير تقنيات التخفي الشبحية، فضلاً عن عمله مستشاراً لمؤسسة صناعة الطيران الصينية.
في السنوات الأخيرة، اعتنى زهي بالعمل على تطوير مركبات الفضاء القريب، التي يرى الجيش الصيني أنها يمكن أن تحتل "فراغاً شاسعاً" بين الطيران العادي والأقمار الاصطناعية.
احتفاء صيني
في السياق، قالت الصحيفة العسكرية الرسمية للصين في عام 2018: "مركبات الفضاء القريب لديها أفضلية غير مسبوقة على الطائرات التقليدية عند تنفيذ المهام الاستراتيجية والتكتيكية". وزعمت الصحيفة أن هذه المركبات يمكنها الإفلات من معظم الهجمات الأرضية، وهي قادرة في الوقت نفسه على ضرب الأهداف الأرضية والمركبات الفضائية بفاعلية عالية.
كذلك ذكرت صحيفة People's Daily الصينية أن عام 2017 شهد واحداً من أبرز النجاحات الأولى لعالِم الطيران الصيني، فقد تمكن فريقه من إطلاق أول منطاد صيني إلى الفضاء القريب فوق مدينة شيلينهوت الواقعة في شمال الصين. وبعد ذلك بعامين، أطلق فريقه منطاد "مُطارد السحاب" الذي بلغ طوله 100 متر وحلَّق فوق المحيط الهندي وإفريقيا والمحيط الأطلسي، ووصل إلى ولاية فلوريدا والحدود الجنوبية للولايات المتحدة.
وزعمت صحيفة Nanfang Daily الصينية نقلاً عن بيانات التعقب أن المنطاد قادر على التحليق بسرعة 10 أمتار في الثانية وعند درجة حرارة بلغت -43 درجة مئوية.
وقال زهي: "هذه أول مرة تُطلق فيها البشرية منطاداً يحلق في طبقة الستراتوسفير حول العالم على ارتفاع 20 ألف متر، وباستخدام أدوات التحكم الديناميكي الهوائي".
فيما قال يانغ يونغ تشيانغ، أحد أعضاء الفريق الصيني، إن تحليق المنطاد في هذه الطبقة الجوية له مزايا فريدة، إذ يتيح ذلك إجراء عمليات رصد أطول مدى من الطائرات والتقاط صور أعلى دقة من تلك التي تلتقطها الأقمار الاصطناعية، ما يجعل هذه المناطيد مناسبة للاستطلاع الجوي.
في العام الماضي، قررت شركة Eagles Men Aviation Science and Technology Group Co، التي أسسها زهي في عام 2004، الدخولَ في مجال صناعة المركبات المحلقة في طبقة الستراتوسفير (الفضاء القريب) لإنشاء شبكة من المناطيد التي تعمل بالطاقة وتوفر "بيانات فضائية عالية الدقة ومنخفضة التكلفة".