قالت وزارة الخارجية الأردنية، الأربعاء 15 فبراير/شباط 2023، إن الوزير أيمن الصفدي سيزور سوريا وتركيا، "لإظهار التضامن" بعد الزلزال المدمر الذي ضرب البلدين وأودى بحياة الآلاف فيهما.
وأرسل الأردن المجاور لسوريا شحنات كبيرة من المساعدات لكلا البلدين، شملت مستشفى طبياً إلى تركيا، وتنظيم عدة قوافل مساعدات كبيرة عبر المعبر الحدودي الشمالي مع سوريا.
وزيارة الصفدي إلى دمشق هي الأولى من نوعها لمسؤول أردني كبير، منذ بدء الثورة السورية قبل نحو 12 عاماً، والتي اتخذ فيها الجانبان مواقف متعارضة، وكان الأردن، الحليف الوثيق للولايات المتحدة، يدعم المعارضة الرئيسية، لكنه دعم لاحقاً الحملة العسكرية بقيادة روسيا، التي سيطرت على جنوبي سوريا.
وجاء في بيان وزارة الخارجية أن "الصفدي سيبحث الأوضاع الإنسانية والاحتياجات الإغاثية التي يحتاجها البَلَدان"، كما يرسل الأردن طائرتي مساعدات إلى البلدين اليوم الأربعاء.
يُشار إلى أن الأردن كان قد انتقد تقاعس سوريا في كبح تهريب مخدرات بمليارات الدولارات إلى الخليج عبر حدودها، والذي تلقي عمّان بمسؤوليته على كاهل الجماعات المسلحة المدعومة من إيران، التي تسيطر على جنوبي سوريا.
زلزال سوريا وتركيا المدمر
يأتي هذا في وقت تجاوزت حصيلة قتلى الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا 41 ألفاً، إثر انتشال المزيد من الجثث من تحت أنقاض المباني المدمرة في البلدين، مع تضاؤل الآمال في العثور على ناجين بعد مرور 9 أيام على الكارثة.
وفي وقت سابق، أعلنت الأمم المتحدة أن النظام السوري وافق على فتح معبرين حدوديين جديدين بين تركيا وسوريا "لفترة أولية مدتها ثلاثة أشهر، للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب"، في إشارة إلى معبرَي "باب السلامة" و"الراعي".
والثلاثاء، دخلت إلى الشمال قافلة من ثماني شاحنات من الأمم المتحدة، تحوي مواد إغاثية، بحسب ما نقل موقع "عنب بلدي" المحلي، عن مصادر في المعبر الحدودي مع تركيا.
وقال الموقع إن معبر "الراعي" لم يسجل دخول أي مساعدات أممية، وسط غياب المعلومات المتعلقة بوجود شاحنات ستمر عبر المعبر خلال الفترة المقبلة.
يُذكر أن هذه أول قافلة أممية تدخل معبراً حدودياً بين تركيا وسوريا غير معبر "باب الهوى"، منذ وقوع الزلزال المدمر الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا، الإثنين 6 فبراير/شباط، وأودى بحياة أكثر من 37 ألفاً، بينما يتواصل البحث عن الجثث تحت الأنقاض.
ومنذ العام 2020، أوقفت الأمم المتحدة عمليات إدخال المساعدات عبر باب السلامة، وذلك بسبب ضغوط روسية على مجلس الأمن الدولي، بحجة أن استخدام المعبر "ينتهك" سيادة النظام السوري، المدعوم من موسكو، التي تستخدم حق النقض "الفيتو" بمجلس الأمن.
وفي 6 فبراير/شباط الجاري، ضرب زلزال مزدوج جنوبي تركيا وشمالي سوريا، بلغت قوة الأول 7.7 درجة، والثاني 7.6 درجة، ومئات الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلّف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.