كشفت تقارير محلية، الثلاثاء 15 فبراير/شباط 2023، عن استخدام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "قطاراً مصفحاً" للتنقّل داخل روسيا، عبر خط سكة حديدية سرية.
جاء ذلك وفق ما نشرته صحيفة Telegraph البريطانية، بأن بوتين يستخدم هذه الطريقة في التنقل لتعزيز أمنه الشخصي، لاسيما وسط الحرب في أوكرانيا.
نقلت الصحيفة عن مركز Dossier Center الاستقصائي الروسي، الذي يتتبع جرائم الأشخاص المرتبطين بالكرملين، أن الرئيس الروسي كان لديه مسارات ومحطات سكة حديد سرية لاستخدامه الشخصي.
قطار مصفح
عن القطار المصفح، قال المركز إنه أثقل من القطارات العادية، بالتالي يحتوي على عدد أكبر من المحاور وعدد من القاطرات القوية لسحبه.
يتضمن القطار كذلك عربةً رئاسية بها غرفة نوم، وعربة مليئة بمعدات الاتصالات المتطورة، وفق ما رصده المركز.
وقدم مزيداً من المعلومات عن القطار تتعلق بتكلفته، قائلاً إن بناءه كلَّف ما يُقدر بنحو 13.5 مليون دولار، ويستخدمه بوتين للسفر في جميع أنحاء البلاد، والوصول إلى قصوره الخاصة.
علقت الصحيفة البريطانية بالقول إن بوتين مقتنع بأن السفر بالقطار أكثر أماناً من ركوب الطائرات، لأنه يمكن تتبّع الرحلات الجوية بسهولة أكبر، ويمكن أيضاً ضربها في السماء.
في حين قال مصدر مقرَّب من الكرملين لمركز Dossier Center، إنه "بعد اندلاع الحرب، في فبراير/شباط 2022، بدأ بوتين في استخدام القطار المصفح بنشاط كبير، لا سيما للوصول إلى مقر إقامته في فالداي".
وفالداي، الواقعة بين موسكو وسانت بطرسبرغ، هي موقع إقامة فاخر على ضفاف بحيرة. من بين جميع المساكن الفخمة الموجودة تحت تصرفه، يُقال إن مقر الإقامة هناك هو المفضل لديه.
ترتبط الشركة الخارجية التي تمتلك القطار، بـ"يوري كوفالتشوك"، الحليف المقرب من بوتين، الذي يُقال إنه يدير أيضاً منازله وقصوره، وفقاً للمركز.
يشار إلى أن فريق التحقيق الخاص بالمركز الروسي، مموّل من ميخائيل خودوركوفسكي، وهو شخص كان من الأوليغارشية سابقاً، وهو الآن في المنفى، وينتقد نظام بوتين.
الأوليغارشية هم مجموعة من رجال الأعمال النافذين المرتبطين بالكرملين، ويعدون مقربين جداً من بوتين.
محطات القطار السرية
وزعم تحقيق منفصل، أجراه موقع Proekt الإخباري، أن خطوط السكك الحديدية ومحطات القطار السرية قد بُنِيَت لخدمة ثلاثة من مساكن كبرى للرئيس الروسي.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية ما يبدو أنها محطة قطار مسيّجة، بالقرب من سكن صيفي في منتجع سوتشي الجنوبي، على ساحل البحر الأسود.
كشفت الصور عمّا يبدو أنها محطة خاصة قريبة من مقر رسمي آخر، في نوفو أوغاريوفو خارج موسكو.
وقال الموقع إن هناك محطة قطار ثالثة، تخضع لحراسة مشددة، ولها مهبط للطائرات المروحية، بالقرب من منزل بوتين الريفي في فالداي. وعندما اقترب أحد مراسلي الموقع من المحطة أمره أحد الحراس بالمغادرة.
ويقع القطار المصفح في قسم مغلق ومحمي من محطة سكة حديد كالانشيوفسكايا في وسط موسكو. هناك صالة خاصة لكبار الشخصيات محاطة بأسلاك شائكة وكاميرات مراقبة.
ورغم عدم وجود صور رسمية للقطار، فإن موظفي السكك الحديدية والمتدربين غالباً قد التقطوا صوراً له.
يُقال إنه مطلي باللونين الأحمر والرمادي، ما يجعله يبدو وكأنه قطار ركاب عادي.
قصر بوتين
بهذا الخصوص تجدر الإشارة أيضاً إلى أن الرئيس بوتين متكتم للغاية بشأن ثروته، لكن يُعتَقَد أنه يمتلك مجموعة من العقارات، التي تبلغ قيمتها معاً ملايين الدولارات.
يُزعَم أنها تشمل قصر غيلينجيك الضخم، على ساحل البحر الأسود، الذي قيل إن قيمته تتجاوز 1.5 مليار دولار.
يُطلَق عليه اسم "قصر بوتين"، ويقال إنه يضم مسبحاً عملاقاً، تصطف على جانبيه تماثيل نصفية للآلهة اليونانية، وكازينو، ومسرحاً، وصالة تدخين مع مسرح للرقص.
ومنذ انتصارات أوكرانيا اللافتة في الشمال الشرقي حول محيط مدينة خاركييف ثاني أكبر مدن البلاد في سبتمبر/أيلول 2022، وما أعقبها من انسحاب روسي سريع من مدينة خيرسون الاستراتيجية من جنوب شرقي البلاد بهدف تجنُّب تعرض الجيش الروسي لحصار خطير في المدينة من قِبل القوات الأوكرانية التي يفصلها نهر دنيبرو عن القوات الروسية الرئيسية، لم تشهد الجبهات تقدماً كبيراً.