قالت صحيفة Intelligence Online الفرنسية في تقرير نشرته، الثلاثاء 14 فبراير/شباط 2023، إن محمد بن راشد آل مكتوم، أمير دبي ورئيس مجلس وزراء الإمارات، أجرى تعديلاً وزارياً هو الأول له منذ سبتمبر/أيلول عام 2021 حيث شهد التعديل الوزاري تنحي نورة الكعبي عن منصبها كوزيرة للثقافة، لتستعد للترشح على منصب مدير اليونسكو.
لكن وحسب الصحيفة الفرنسية، لا تزال نورة الكعبي وزيرةً بحقيبةٍ وزارية لم يجر الإعلان عنها بعد، لكن مصادر صحفية أبلغت الصحيفة الفرنسية أن الكعبي تعد حملةً لتصبح المديرة العامة التالية لمنظمة اليونسكو. يُذكر أن أعلى المناصب في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة -ومقرها باريس- سيصبح شاغراً بعد تنحي الفرنسية أودري أزولاي، التي تنتهي فترتها الثانية في عام 2025.
اليونسكو في انتظار المنافسة بين الإمارات والسعودية
تولّت نورة الكعبي منصب وزيرة الثقافة الإماراتية منذ يوليو/تموز عام 2020. وقد حلّ محلها سالم القاسمي زوج السفيرة الإماراتية في باريس هند العتيبة، وهي شقيقة السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة. كما يرأس القاسمي، أحد أبناء الأسرة الحاكمة في الشارقة، وفد الإمارات في اليونسكو منذ سبتمبر/أيلول عام 2021.
ستعتمد حملة الكعبي لمنصب اليونسكو على مشاركة المكتب الباريسي الخاص بشركة الاستشارات الاستراتيجية البريطانية Project Associates، التي تتعاون مع حكومة الإمارات منذ وقتٍ طويل. ويعمل المستشار الفرنسي-الليتواني الشاب باوليوس راماناوسكاس على التنسيق بين أفراد فريق Project Associates المكلف بإدارة حملة نورة، وذلك تحت إشراف بييترو فيمونت.
حيث يتمتع فيمونت بخلفيةٍ عن نظام الأمم المتحدة، بعد عمله ضمن الوفد الإيطالي في المقر الرئيسي للأمم المتحدة بنيويورك. بينما عمل راماناوسكاس في مكتب شركة APCO Worldwide الأمريكية بالرياض بين عامي 2017 و2018.
الإمارات تسعى لزيادة نفوذها دولياً
من جهتها، ترغب الإمارات في زيادة نفوذها داخل المجتمع الدولي، ويبدو أنها لن تكتفي بتعيين اللواء أحمد ناصر الريسي رئيساً للشرطة الدولية في نوفمبر/تشرين الأول عام 2021. إذ تريد أيضاً تجنب استحواذ السعودية على منصب المدير العام لليونسكو. حيث تتولى مندوبة السعودية الدائمة لدى اليونسكو هيفاء بنت عبد العزيز آل مقرن تنفيذ خطط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وذلك بمعاونة عضو الوفد محمد السميران. وتستهدف خطط ولي العهد تحويل منظمة اليونسكو، المعنية بالتراث الثقافي، إلى منصة انطلاق لطموحات السعودية المرتبطة بالسياحة التراثية والثقافية.
حيث تتخذ السعودية خطوات أخرى أيضاً لتعزيز مكانتها الدولية عبر استضافة أحداث مثل كأس العالم لكرة القدم 2030 والمعرض الدولي. علاوة على اتباع سياسة الضغط الإقليمي على خطى الإمارات، وتطوير مجموعة واسعة من المشروعات الإنشائية الطموحة التي اعتادت أبوظبي ودبي على الانفراد بها حصرياً في الماضي.