انتقد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الإثنين 13 فبراير/شباط 2023، التصريح الذي منحته إسرائيل بأثر رجعي لتسع بؤر استيطانية يهودية في الضفة الغربية المحتلة، مؤكداً معارضة بلاده بشدة لمثل هذه الإجراءات "أحادية الجانب"، في وقت أعلن فيه كل من الاتحاد الأوروبي والسعودية "رفضهما للاستيطان في أراضي فلسطين المحتلة".
جاءت خطوة إسرائيل يوم الأحد بمنح التصريح لتسع بؤر استيطانية يهودية في الضفة الغربية المحتلة، وأعلنت بناء منازل جديدة داخل المستوطنات القائمة، وذلك بعد شهور من تصاعد المواجهات في الضفة الغربية.
في الوقت ذاته، أعلن الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية والسعودية، تأسيس مجموعة عمل مشتركة من أجل إحياء السلام في منطقة الشرق الأوسط، وذلك خلال لقاء في بروكسل، جمع مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، بوزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، وأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.
أمريكا تعارض "بشدة" قرار إسرائيل
بلينكن أضاف تعليقاً على قرار إسرائيل في بيان "نعارض بشدة مثل هذه الإجراءات أحادية الجانب، التي تؤدي إلى تفاقم التوتر، وتقوّض آفاق التوصل إلى حل الدولتين عبر المفاوضات"، وجدّد دعوته جميع الأطراف إلى تجنب الأعمال التي من شأنها زيادة تصعيد التوتر بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وأضاف بيان الوزير: "كل ما من شأنه أن يحيدنا عن رؤية دولتين لشعبين، يضر على المدى الطويل بأمن إسرائيل وهويتها باعتبارها دولة يهودية ديمقراطية، وبرؤيتنا لتدابير متساوية للأمن والحرية والازدهار والكرامة للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء".
يشار إلى أن الانتقاد الموجهة إلى إسرائيل، تأتي بصيغة دبلوماسية، لكن اللافت أنه صدر في بيان باسم بلينكن، وليس في تصريح للمتحدث باسمه.
إلى جانب ذلك قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، إن بلينكين أبدى معارضته لمنح التصريح للبؤر الاستيطانية خلال الزيارة إلى إسرائيل والضفة الغربية، التي اختتمها في 31 يناير/كانون الثاني.
ورداً على سؤال عما ستفعله الولايات المتحدة حيال تحرك إسرائيل بالمضي قدماً في التصريحات، لم يحدد برايس أي إجراء.
وقال برايس: "إسرائيل بالطبع ستتخذ قراراتها السيادية، لقد أبدينا رأينا، ورأينا القوي جداً بشأن هذا واضح للغاية".
وأضاف أن المسؤولين الأمريكيين يجرون "مناقشات مكثفة" مع إسرائيل والفلسطينيين ودول أخرى في المنطقة، وأن الجهود الأمريكية لتهدئة التوتر ستستمر.
وقال مسؤول كبير في إسرائيل، طلب عدم نشر اسمه، إن إسرائيل لم تتفاجأ من الرد الأمريكي، لأن الجانبين مختلفان بشأن هذه القضية منذ عقود.
وقال المسؤول: "هذه الخلافات لم ولن تضر بالتحالف القوي بين إسرائيل والولايات المتحدة".
تعليق السعودية بشأن قرار إسرائيل
من جانبها، أعربت السعودية عن معارضتها لقرار إسرائيل، في بيان صدر عن وزارة الخارجية، أكدت فيه على أن "المملكة ترفض الاستيطان في أراضي فلسطين المحتلة".
وجددت السعودية التذكير بـ"أهمية التزام إسرائيل بالقرارات الدولية، وعدم اتخاذ أي إجراءات أحادية من شأنها تقويض فرص إحياء عملية السلام".
وأكدت الخارجية السعودية "موقف المملكة الداعم للقضية الفلسطينية".
وكانت الرئاسة الفلسطينية قد أدانت قرارات الكابينت، معتبرة أن شرعنة البؤر الاستيطانية "تحدٍّ للجهود الأمريكية والعربية، واستفزاز للشعب الفلسطيني، وستؤدي إلى مزيد من التوتر والتصعيد".
مجموعة عمل مشتركة
في الوقت ذاته، قال جوزيب بوريل، عقب الإعلان عن تأسيس مجموعة عمل مشتركة مع الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية والسعودية، إنهم بحثوا سبل إحياء السلام في الشرق الأوسط.
كما ندد المسؤول الأوروبي بقرار الحكومة الإسرائيلية "شرعنة" بؤر استيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأوضح أنه تم تأسيس مجموعة عمل مشتركة بين الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية والسعودية، لإحياء السلام في الشرق الأوسط.
بدوره، أعرب الوزير السعودي عن اعتقاده بأهمية مواصلة التركيز على خارطة الطريق المؤدية إلى السلام.
من جهته، قال أبو الغيط إنهم بحثوا خلال اللقاء الثلاثي سبل إحياء مبادرة السلام العربية القائمة على حل الدولتين.
كما ندد مسؤول الجامعة العربية بقرار الحكومة الإسرائيلية "شرعنة" بؤر استيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ويتوزع نحو 725 ألف مستوطن في 176 مستوطنة كبيرة، و186 بؤرة استيطانية عشوائية بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، بحسب بيانات لهيئة شؤون الاستيطان التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية.
ومنذ بداية العام الجاري، أودت المواجهات بحياة 47 فلسطينيا بعضهم من القاصرين، وبـ9 إسرائيليين، فضلا عن امرأة أوكرانية، وفق تعداد لوكالة الأنباء الفرنسية يستند إلى مصادر رسمية فلسطينية وإسرائيلية.