نقلت صحيفة The Washington Post الأمريكية، في تقرير نشرته السبت 11 فبراير/شباط 2023، عن مسؤولين سودانيين قولهما إنَّ المجلس العسكري الحاكم في السودان أنهى مراجعة اتفاقية مع روسيا لبناء قاعدة بحرية مطلة على البحر الأحمر في الدولة الإفريقية.
قال المسؤولان إنَّ دخول الاتفاقية حيز التنفيذ كان مُعلّقاً في انتظار تشكيل حكومة مدنية وهيئة تشريعية للمصادقة عليها. وأضافا أنَّ موسكو لبّت أحدث مطالب السودان، ومن ضمنها تقديم مزيد من الأسلحة والمعدات. وصرّح أحد المسؤولَين: "هدّأوا كل مخاوفنا، وصارت الاتفاقية مقبولة من الجانب العسكري".
تكتُّم حول اتفاقية بين السودان وروسيا
لكن لم يقدم المسؤولان، اللذان تحدَّثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما؛ لمناقشة المداولات الداخلية، مزيداً من التفاصيل. بينما رفض متحدث باسم الجيش السوداني التعليق.
من جانبه قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الخميس 2 فبراير/شباط 2023، إنَّ الاتفاقية لا تزال بحاجة إلى المصادقة من هيئة تشريعية سودانية، والتي لم تتشكل بعد.
في سياق متصل لم يحظَ السودان بأي برلمان منذ الانتفاضة الشعبية التي أجبرت الجيش على إطاحة الرئيس المستبد عمر البشير في أبريل/نيسان 2019. وتغرق الدولة في فوضى سياسية منذ الانقلاب العسكري في أكتوبر/تشرين الأول 2021 والذي أخرج العملية الديمقراطية قصيرة الأمد عن مسارها.
اتفاق لبناء قاعدة بحرية روسية
تمثل اتفاقية القاعدة البحرية، التي خرجت للعلن في ديسمبر/كانون الأول 2021، جزءاً من جهود موسكو لاستعادة وجودها البحري المنتظم في أجزاء عديدة من العالم. وكانت قد توصلت لهذه الاتفاقية في عهد البشير.
يحق لروسيا بموجب الاتفاقية تشييد قاعدة بحرية تستضيف ما يصل إلى 300 جندي روسي، وفي الوقت نفسه إرساء 4 سفن بحرية، منها سفن تعمل بالطاقة النووية، في ميناء السودان بالبحر الأحمر.
وفقاً للرئيس السابق للقوات الجوية الروسية فيكتور بونداريف، ستُؤمّن القاعدة للبحرية الروسية موطئ قدم في البحر الأحمر والمحيط الهندي، وستوفر على سفنها عناء قطع رحلات طويلة للوصول لتلك المنطقة.
روسيا تزود السودان بالأسلحة
في المقابل، ستزود روسيا السودان بأسلحة ومعدات عسكرية. وتسري الاتفاقية لمدة 25 عاماً، مع إمكانية تمديدها تلقائياً لفتراتٍ مدتها 10 سنوات ما لم يعارض أيٌّ من الطرفين.
يذكر أنه في يونيو/حزيران 2021، صرح رئيس أركان القوات المسلحة السودانية الفريق أول محمد عثمان الحسين، لمحطة تلفزيون محلية، بأنَّ الخرطوم ستراجع الاتفاقية.
أما في فبراير/شباط 2022، فعقد الفريق أول محمد حمدان دقلو، قائد المليشيا القوية "قوات الدعم السريع"، محادثات مع مسؤولين روس كبار في موسكو. وعقب عودته من رحلة استغرقت أسبوعاً، قال دقلو إنَّ دولته ليست لديها أية اعتراضات على تأسيس روسيا أو أية دولة أخرى قاعدة على أراضيها، طالما لا تمثل تهديداً على الأمن القومي السوداني.
أضاف: "إذا أراد أي بلدٍ فتح قاعدة وكان ذلك في مصلحتنا ولا يهدد أمننا القومي، فليس لدينا مشكلة في التعامل مع أي شخص، سواء كان روسيّاً أو غيره".