أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت 11 فبراير/شباط 2023، أن عدد قتلى الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا ارتفع إلى 21 ألفاً و43 قتيلاً، كما وصل عدد المصابين إلى 80 ألفاً و97 مصاباً، وذلك خلال جولة قام بها في المناطق المنكوبة بديار بكر، موجهاً في الوقت ذاته الشكر لجميع الدول الصديقة على تقديم المساعدات والإغاثة للمتضررين من الزلزال.
جاءت تصريحات الرئيس التركي في وقت تتضاءل فيه الآمال في العثور على ناجين، وذلك بعد مرور 5 أيام على الزلزال المدمر الذي ضرب جنوبي تركيا، وشمالي سوريا.
كما أكد أردوغان أن عملية الإنقاذ والبحث انتهت في بعض المدن والمناطق المتضررة، لافتاً إلى أن 160 ألف عامل في البحث والإنقاذ من داخل تركيا وخارجها يواصلون العمل بالليل والنهار.
بدء عمليات بناء المنازل المؤقتة
في الوقت ذاته، قال الرئيس التركي إن "بعض الأحزاب والقوى السياسية للأسف تصيد في المياه العكرة، ولا تتحلى بروح الوحدة"، موجهاً الشكر لجميع الدول الشقيقة والصديقة على ما قدمته من دعم ومساندة.
وتابع أردوغان: "لن نترك أي مواطن تحت الأنقاض، وجميع الولايات التي ضربها الزلزال بدأت فيها عمليات بناء المنازل المؤقتة، ونعِد شعبنا بإنجاز عملية إعادة الإعمار في غضون عام".
كما أعلن الرئيس أردوغان تأجيل العديد من الإجراءات لبعض الأشهر، من بينها الالتحاق بالخدمة العسكرية الإلزامية، مشيراً إلى أن جميع الوحدات السكنية الطلابية ستكون في خدمة المواطنين، والتعليم سيكون عن بعد حتى الصيف القادم.
أردوغان يتوعد مرتكبي جرائم السلب
وواصل أردوغان حديثه: "شعبنا معروف بقدرته على تجاوز أصعب الظروف، وحتماً سنتجاوز هذه المأساة، لكن هناك بعض ضعاف النفوس استغلوا الكارثة في النهب والسلب وخطف البشر، ولهذا أعلنّا حالة الطوارئ، وستتم محاسبتهم".
ولفت أردوغان إلى أن الزلزال الذي ضرب بلاده تسبب في دمار على مساحة 500 كيلومتر، وشعروا به على مساحة ألف كيلومتر.
ووصف الرئيس التركي الزلزال الذي ضرب المناطق الجنوبية من تركيا بأنه أقوى وأكثر تدميراً بثلاثة أضعاف من زلزال عام 1999 المحفور في ذاكرة البلاد.
والجمعة، أقر أردوغان بوجود بعض الإخفاقات في بداية الكارثة، إلا أنه أكد أن الوزراء والمسؤولين كانوا على الأرض منذ اللحظة الأولى.
وكشف أردوغان أن الحكومة تعد برنامجاً شاملاً، سيضمن نهوض البلاد من جديد، لا سيما المنطقة المتضررة من الزلزال، كما وجّه الأوامر إلى الخطوط الجوية التركية لنقل المسافرين من وإلى مناطق الزلزال "مجاناً".
كما وعد أردوغان بضمان انتقال المواطنين الذين لا يريدون البقاء في الخيام إلى منازل، وستتكفل الدولة بدفع إيجار السكن لهم لمدة سنة كاملة.
ويصنَّف الزلزال حالياً في المرتبة السابعة بين أكثر الكوارث الطبيعية فتكاً هذا القرن، متجاوزاً زلزال وتسونامي اليابان عام 2011، ومقترباً من إجمالي ضحايا زلزال وقع في إيران المجاورة في 2003، وأودى بحياة 31 ألف شخص.