رفع إنقاذ العديد من الناجين من أنقاض المباني في تركيا معنويات فرق البحث المنهكة اليوم الجمعة 10 فبراير/شباط 2023، بعد أربعة أيام من الزلزال الكبير الذي ضرب تركيا وسوريا المجاورة، وأسفر عن مقتل نحو 22 ألف شخص.
واجتاح البرد والجوع واليأس مئات الآلاف من الأشخاص الذين أصبحوا بلا مأوى بسبب الهزات الأرضية التي تسببت في سقوط أكبر عدد من القتلى في المنطقة منذ عقود.
وتم إنقاذ العديد من الأشخاص من تحت أنقاض المباني أثناء الليل، من بينهم صبي يبلغ من العمر عشرة أعوام مع والدته، بعد 90 ساعة من الزلزال في منطقة سامانداج في إقليم هاتاي.
وفي هاتاي أيضاً، تم إنقاذ فتاة تبلغ من العمر سبع سنوات تدعى آسيا دونمز بعد 95 ساعة، ونُقلت إلى المستشفى.
لكن الآمال تتلاشى في العثور على المزيد من الناجين بين أنقاض الآلاف من المباني المنهارة في البلدات والمدن في جميع أنحاء المنطقة.
تجاوزت حصيلة قتلى الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة والهزات الارتدادية القوية في كلا البلدين العدد المسجل في زلزال مماثل ضرب شمال غرب تركيا في 1999 وأودى بحياة نحو 22 ألفاً.
نيران على جانب الطريق
وفي محطة بنزين بالقرب من مدينة كمال باشا التركية، جمع الناس صناديق من الورق المقوى بها ملابس تم التبرع بها. وفي مدينة الإسكندرونة الساحلية، رأى صحفيو رويترز أشخاصاً يتجمعون حول النيران على جوانب الطرق وفي المرائب والمستودعات المحطمة.
وتقول السلطات إن نحو 6500 مبنى في تركيا انهارت، بينما تضرر عدد لا يحصى من المباني.
وتضرر حوالي 40 بالمئة من المباني في مدينة كهرمان مرعش التركية، مركز الزلزال الرئيسي يوم الإثنين 6 فبراير/شباط 2023، وفقاً لتقرير صادر عن جامعة بوغازيتشي (البسفور) التركية.
وفي محافظة إدلب السورية، قالت منيرة محمد، وهي أم لأربعة أطفال فرت من حلب بعد الزلزال: "كلهم أطفال هنا، ونحن بحاجة إلى تدفئة وإمدادات.. الليلة الماضية لم نتمكن من النوم؛ لأن الطقس كان شديد البرودة.. الوضع سيئ للغاية".
وفي بلدة جنديرس السورية المدمرة، سار إبراهيم خليل منكاوين في الشوارع المليئة بالأنقاض ممسكاً بكيس أبيض للجثث. وقال إنه فقد سبعة من أفراد عائلته، بمن فيهم زوجته وشقيقاه.
وأصبح مئات الآلاف من الأشخاص في كلا البلدين بلا مأوى في منتصف الشتاء. وأقام الكثير من الناس في ملاجئ بدائية في ساحات انتظار السيارات التابعة لمتاجر السوبر ماركت أو في المساجد أو على جوانب الطرق أو وسط الأنقاض.
وفي سوريا، التي دمرتها بالفعل حرب أهلية استمرت قرابة 12 عاماً، لقي أكثر من 3317 شخصاً مصرعهم، وفقاً لبيانات لنظام بشار الأسد وخدمة إنقاذ في الشمال الغربي الذي تسيطر عليه المعارضة.
ويقول مسؤولون أتراك إن نحو 13.5 مليون شخص تضرروا في منطقة تمتد على مسافة 450 كيلومتراً من أضنة في الغرب إلى ديار بكر في الشرق. وفي سوريا، لقي أشخاص مصرعهم حتى حماة في الجنوب، على بعد 250 كيلومتراً من مركز الزلزال.
وعرضت محطات تلفزيونية تركية لقطات لفرق الإنقاذ التي تعمل في الظلام وفي درجات حرارة شديدة البرودة بحثاً عن ناجين في مبنى منهار في مدينة أديامان.
ويقدم البنك الدولي لتركيا 1.78 مليار دولار في شكل تمويل للإغاثة والتعافي، سيتوفر منها 780 مليون دولار على الفور. وستقدم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية 85 مليون دولار كمساعدات إنسانية عاجلة لتركيا وسوريا.
سوريا منهكة
وفي سوريا، تعقدت جهود الإغاثة بسبب الصراع الذي مزق أوصال البلاد ودمر بنيتها التحتية.
ودخلت قافلة مساعدات الأمم المتحدة إلى سوريا من معبر باب الهوى، شريان الحياة للوصول إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، حيث كان حوالي أربعة ملايين شخص، كثير منهم نزحوا بسبب الحرب، يعتمدون بالفعل على المساعدات الإنسانية.
وحث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على توصيل المساعدات الإنسانية إلى سوريا، قائلاً إنه سيكون "سعيداً للغاية" إذا تمكنت الأمم المتحدة من استخدام أكثر من معبر حدودي لتقديم المساعدة.