“الدبابات لم تصل لأوكرانيا”! وول ستريت: دول أوروبية تجاهلت الوعود، وبرلين المترددة هي أكبر المزودين

ذكرت صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية، الخميس 9 فبراير/شباط 2023، في تقرير، أن إحجام الحلفاء الأوروبيين عن الوفاء بتعهداتهم بتزويد أوكرانيا بالدبابات، يثير الشكوك في إمكانية وصول عدد كافٍ منها إلى أوكرانيا في الوقت المناسب؛ لصد هجوم روسي متوقع، رغم الضغط المكثف من برلين في الأيام الأخيرة.

التقرير أشار إلى أن الشكوك المفاجئة بشأن إمداد أوروبا لأوكرانيا بالدبابات تكشف أن أعضاء منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في المنطقة، كما هو الحال مع الذخيرة والمدفعية الثقيلة، تمتلك عدداً أقل من الدبابات التشغيلية التي يمكن توفيرها في وقت يشهد توتراً جيوسياسياً متزايداً، مقارنةً بما قدره الخبراء والمسؤولون في الأصل.

وعلى مدى أشهر، قاومت ألمانيا الضغط الدولي للسماح لجيرانها بتزويد أوكرانيا بالدبابات الألمانية الصنع، ومع ذلك، منذ تسليم برلين أخيراً يناير/كانون الثاني، وافقت دولة واحدة فقط في أوروبا على إرسال فرقة كبيرة من الدبابات.

إلى ذلك، قال نيكو لانج، مسؤول دفاعي كبير سابق في الحكومة الألمانية: "حقيقة أنَّ هناك عدداً قليلاً جداً من دبابات القتال، وأنها غير متوافقة تماماً مع بعضها لا بد أن يدق ناقوس الخطر في أوروبا".

الدبابات التي يمتلكها حلفاء بالناتو

وفقاً لقاعدة بيانات GlobalFirepower على الإنترنت، تمتلك بريطانيا وفرنسا، صاحبتا أكبر قوات مسلحة بين حلفاء الناتو الأوروبيين، نحو 220 دبابة لكل منهما، لكن من غير الواضح عدد الدبابات الجاهزة بالفعل للمعركة.

وتمتلك ألمانيا عدداً مشابهاً من الدبابات؛ إذ أظهرت الدراسات الاستقصائية الحكومية أنه يمكن نشر أقل من نصفها؛ لأنَّ البقية بحاجة إلى الإصلاح. 

وعلى النقيض من ذلك، بدأت روسيا الحرب بأكثر من 12000 دبابة، بينما كان لدى أوكرانيا ما يقرب من 2000 دبابة.

حتى الآن، لم توافق سوى ألمانيا وبولندا على تسليم كميات كبيرة من الدبابات إلى كييف بنحو 200 و 74 دبابة على التوالي- بما في ذلك مزيج من الطرازات الجديدة والقديمة. والتزمت كندا بتزويد أربع دبابات ألمانية حديثة.

ووفقاً للصحيفة، فإنه رغم وجود أكثر من 2000 دبابة "ليوبارد 2" في المخزونات الأوروبية،  فقد التزمت وارسو فقط حتى الآن بإرسال أي منها إلى كييف، إلى جانب 60 دبابة أخرى تعتمد على النماذج السوفييتية، بينما تعهدت لشبونة بثلاث دبابات. 

تعهدات ألمانيا

وتعهدت ألمانيا بإرسال 14 دبابة "ليوبارد 2" إلى أوكرانيا بحلول مارس/آذار المقبل، وتوفير 5 دبابات أخرى احتياطية في وضع الاستعداد. كما سمحت بتصدير 178 دبابة "ليوبارد 1" قديمة كانت الحكومة قد باعتها إلى الشركات الخاصة.

إذ قال مسؤولون ألمان إنَّ المستشار أولاف شولتز، الذي وافق فقط على التزويد بعدما تعهد الرئيس بايدن بالتبرع بالدبابات الأمريكية، كان يتصل بنظرائه الأوروبيين في محاولة لتأمين الالتزامات.

وحققت هذه الدفعة الدبلوماسية نجاحها الأول، الثلاثاء 7 فبراير/شباط، عندما التزمت هولندا والدنمارك بالمساعدة في تمويل شراء نحو 100 دبابة "ليوبارد 1″، مملوكة الآن لشركتي Rheinmetall AG و FFG mbH الألمانيتين.

فرنسا تستبعد إرسال دبابات "لوكلير"

من جانبها، استبعدت فرنسا إرسال أي من دبابات قتالها الرئيسية، المعروفة باسم "لوكلير"، التي تمتلك باريس منها ما يزيد قليلاً على 200 دبابة، وعزا المسؤولون ذلك إلى صعوبات فنية ولوجيستية. وردت وزارة الدفاع الأوكرانية بإنتاج مقطع فيديو يسأل عن "لوكلير" انتشر على الشبكات الاجتماعية. 

فيما قال رئيس الوزراء البرتغالي أنطونيو كوستا، أمام البرلمان، يوم الخميس 9 فبراير/شباط، إنَّ بلاده تُجري صيانة لدبابات "ليوبارد 2" وستسلم ثلاث مركبات في مارس/آذار.

ومن بين الدول الأخرى التي أشارت في البداية إلى أنها قد ترسل دبابات إلى أوكرانيا إذا سمحت ألمانيا بذلك هي فنلندا والسويد وبلجيكا وإسبانيا. ومع ذلك، لم تتعهد تلك الدول بأي التزام حتى الآن، على الرغم من أنَّ بعض المسؤولين قالوا إنهم سيعملون مع الحلفاء في التدريب والتمويل.

وقالت وزيرة الدفاع الإسبانية مارغريتا روبلز، للصحفيين يناير/كانون الثاني الماضي، إنَّ حكومتها تقيّم كيف يمكن أن تساعد في مبادرة الدبابات.

وصرحت في ذلك الوقت: "صحيح أنَّ إسبانيا لديها دبابات ليوبارد، إلا أنَّ الغالبية العظمى من تلك التي يمكن تسليمها تحتاج إلى تحديث". 

ألمانيا أكبر مساهم

وعلّقت باحثة في المعهد الفنلندي للشؤون الدولية، مينا ألاندر: "من المرجح أنَّ ألمانيا ستضطر لأن تكون أكبر مساهم في مبادرة الدبابات الأوروبية؛ لأنها تمتلك أكبر مخزون مشترك مملوك للصناعة والقوات المسلحة من بين الدول الراغبة في المشاركة".

أضافت ألاندر أنَّ معظم الدول الأوروبية "إما ليس لديها ما يكفي من الدبابات لتبدأ إرسالها؛ إذ تمتلك الدنمارك 44 دبابة ليوبارد 2 فقط، وهولندا لديها 18 دبابة تستأجرها من ألمانيا، وإما تواجه قيوداً بسبب احتياجاتها الخاصة، كما في حالة فنلندا التي تشترك في حدود طويلة مع روسيا".