قال أحد الحلفاء اليمينيين لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء 7 فبراير/شباط 2023، إن إسرائيل لن تجمد بناء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، بعد أسبوع من ضغط وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن على إسرائيل لوقف البناء، في وقت صعد فيه وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن عفير، ووجه بزيادة منح تراخيص حمل الأسلحة الشخصية من نحو ألفين إلى 10 آلاف شهرياً، لا سيما للمستوطنين في الضفة الغربية المحتلة.
بيانٌ صادر عن حزب الصهيونية الدينية، الذي يرأسه وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، قال إنه "لن يتم تجميد بناء المستوطنات" في الضفة الغربية.
حكومة نتنياهو تواصل توسيع المستوطنات
ويشرف سموتريتش أيضاً على مؤسسات وزارة الدفاع المسؤولة عن تطبيق بعض اللوائح في الضفة الغربية، ما يمنحه صلاحيات كبيرة على المنطقة.
ويسعى أعضاء كبار في ائتلاف نتنياهو اليميني المتطرف إلى التوسع في بناء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967، وتعتبر معظم القوى العالمية المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية غير شرعية.
وفي زيارة إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية، الأسبوع الماضي، جدّد بلينكن مناشدات الولايات المتحدة بضرورة تبني حل الدولتين، لإنهاء الصراع المستمر منذ عقود بين إسرائيل والفلسطينيين، ودعا علناً إلى إنهاء التوسع الاستيطاني.
وفي محادثات خاصة مع نتنياهو، طالب بلينكن إسرائيل أيضاً بوقف بناء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، ووقف هدم منازل الفلسطينيين، حسبما ذكرت ثلاثة مصادر أمريكية وعربية، مؤكدة أن الطلب لم يتم التعبير عنه كمطلب رسمي.
تصعيد من بن غفير
وبالتزامن وجّه اليميني المتطرف بن غفير شعبة ترخيص الأسلحة النارية في الوزارة، باتخاذ مجموعة من الخطوات، بحسب ما أفادت به القناة السابعة بالتلفزيون الإسرائيلي (خاصة)، مساء الثلاثاء.
ومع إعفائهم من إجراء مقابلة مطلوبة، سيتم منح تراخيص لحمل أسلحة شخصية لضباط الاحتياط بالجيش ومصلحة السجون، الذين ينتظرون الحصول على هذه التصاريح، وفق القناة.
وبحسب توجيه بن غفير، ستتم زيادة إصدار تراخيص الأسلحة الشخصية من حوالي ألفين إلى 10 آلاف تصريح شهرياً.
وأفادت القناة بأن الهدف هو "توفير استجابة في حالة وقوع حادث أمني، والإسهام في تعزيز الشعور بالأمن الشخصي" والغرض هو توفير استجابة فورية لحوالي 9 آلاف مستوطن ينتظرون الحصول على تصريح لحمل الأسلحة، بحسب القناة.
وفي 27 يناير/كانون الثاني، قتل شاب فلسطيني 7 إسرائيليين بالرصاص، في مدينة القدس الشرقية المحتلة، رداً على قتل الجيش الإسرائيلي 9 فلسطينيين في مخيم جنين شمالي الضفة في اليوم السابق.
وقال بن غفير، رئيس حزب "القوة اليهودية" المتطرف، في تصريحات صحفية آنذاك: "أريد مزيداً من الأسلحة في الشوارع، ليتمكن المواطنون من الدفاع عن أنفسهم، سأطرح هذا المطلب في اجتماع مجلس الوزراء، أريد تخفيف معايير الحصول على الأسلحة".
ويتخوف الفلسطينيون من تشكيل ميليشيات إسرائيلية مسلحة في الضفة الغربية، في وقت يتعرضون فيه لعنف متزايد من المستوطنين، وخلال 2022 نفذ مستوطنون إسرائيليون 849 اعتداء بحق فلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية، في 228 منها وقعت إصابات، وفي 621 حدثت أضرار في الممتلكات، وفق معطيات للأمم المتحدة.
ويتوزع نحو 666 ألف مستوطن في 145 مستوطنة كبيرة و140 بؤرة استيطانية عشوائية (غير مرخصة من الحكومة الإسرائيلية) بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، بحسب بيانات لحركة "السلام الآن" الحقوقية الإسرائيلية.