كشف تقرير استخبارات أمريكي أن منطاد تجسس صينياً حلَّق "فوق ولايتي هاواي وفلوريدا"، أثناء "طوافه حول العالم" عام 2019، أي قبل 4 سنوات من حادثة منطاد التجسس الصيني الذي أسقطه الجيش الأمريكي هذا الأسبوع، وفقاً لما قالته صحيفة The Guardian البريطانية، الأربعاء، 8 فبراير/شباط 2023.
وزعم التقرير الذي أعدّته استخبارات القوات الجوية الأمريكية، أن بكين أطلقت منطاد التجسس الصيني على ارتفاع عالٍ وتحكمت فيه، كما أشار أن المنطاد قادر على "التحليق بارتفاع يتراوح بين 20 ألف متر إلى 100 ألف متر، ولعدة أشهر في المرة الواحدة"، ولم يوضح التقرير متى علمت الولايات المتحدة بشأن منطاد 2019.
تأتي أخبار هذا التقرير وسط توترات متصاعدة بين الولايات المتحدة والصين، وخلافات بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي الأمريكي، بشأن منطاد التجسس الصيني الذي حلق الأسبوع الماضي في سماء الولايات المتحدة الأمريكية، قبل إسقاطه، الأحد، 5 فبراير/شباط فوق المحيط الأطلسي.
في أعقاب الأزمة، أرجأ وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، رحلة كانت مقررة إلى بكين. أما الصين فزعمت أن المنطاد كان يُستخدم لمراقبة الطقس، وقد انحرف عن مساره، فيما وصفت تعامل الولايات المتحدة مع الأمر بأنه "غير مقبول، وينقصه حس المسؤولية".
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية، الثلاثاء، 7 فبراير/شباط، إن بكين رفضت طلباً لإجراء مكالمة آمنة بين وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، ونظيره الصيني، بعد إسقاط منطاد التجسس الصيني.
خلاف حول منطاد التجسس الصيني
في غضون ذلك، احتدمت الخلافات الداخلية بين السياسيين الأمريكيين بشأن الأوجه المختلفة للتعامل مع حادثة المنطاد عموماً، مع التركيز على مسألة الوقت الذي علمت فيه السلطات الأمريكية بإطلاق الصين مناطيد تجسس في سماء الولايات المتحدة.
وبعد أن انتقد سياسيون من الحزب الجمهوري الإدارةَ الأمريكية، لأنها لم تُسقط منطاد التجسس الصيني على الفور، قال مسؤولون بوزارة الدفاع إنها ليست المرة الأولى، فقد أرسلت الصين 3 مناطيد فوق الأراضي الأمريكية في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، إلا أن ترامب ووزير دفاعه السابق، مارك إسبر، نفيا علمهما بهذا الأمر، وقال مسؤول في إدارة بايدن لشبكة CNN الأمريكية إن هذه الحوادث لم تُكتشف إلا بعد تولي بايدن منصبه.
وقال الجنرال غلين فانهيرك، رئيس قيادة الدفاع الجوي في أمريكا الشمالية، للصحفيين الإثنين، 6 فبراير/شباط، إن الجيش الأمريكي كان يعاني خللاً في تبادل المعلومات بين مختلف الأجهزة بشأن مناطيد التجسس عالية الارتفاع، ما أعجزه عن رصد التوغلات إلى ذلك الوقت. وأشار إلى أن الاستخبارات الأمريكية استخدمت "مزيداً من الوسائل لجمع المعلومات" من أجل الكشف عن المناطيد "قبل اختراقها" للأراضي الأمريكية، لكنه لم يقدم تفاصيل أخرى.
وقال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، "لقد أسعفنا الوقت لفحص النماذج التاريخية المماثلة"، وتبيَّن لنا أن الولايات المتحدة شهدت "حالات متعددة" لاختراق مناطيد صينية المجال الجوي الأمريكي تحت إدارة ترامب.وفي سياق التعليق على إسقاط المنطاد، قال ماو نينغ، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، يوم الثلاثاء، 7 فبراير/شباط، إن بكين "ستدافع بقوة عن حقوقها ومصالحها المشروعة"، و"المنطاد ملك للصين، وليس للولايات المتحدة".