تداول نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي مساء الثلاثاء 7 فبراير/شباط 2023 فيديو لإنقاذ القيادي في الجيش الوطني السوري مصطفى سيجري وأسرته من تحت الأنقاض، بعد أن سقط عليهم منزلهم جراء الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا فجر الإثنين 6 فبراير/شباط 2023 وأودى بحياة الآلاف وأصاب عشرات الآلاف ودمر مئات المنازل.
كان مقربون من القيادي في الجيش الوطني السوري مصطفى سيجري، قد أطلقوا حملة للمساهمة في إنقاذ سيجري وعائلته الذين علقوا لمدة 30 ساعة تحت أنقاض منزلهم المدمَّر في مدينة أنطاكيا بولاية هاطاي جنوبي تركيا.
في حين تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع لقطات توثق منزل القيادي مصطفى سيجري، بعد انهياره بسبب الزلزال المدمّر، في حين جاءت لقطات إنقاذهم، والتي لاقت تفاعلاً كبيراً، وقد كان بعض المشاركين في عملية الإنقاذ يقومون بتدمير الجدران المدمرة من أجل فتح بعض الفتحات التي تساعد على إخراج القيادي في الجيش الوطني وأسرته.
وقد سعى الأشخاص الذين ساهموا في عملية الإنقاذ إلى إخراجه وأسرته من تحت الأنقاض، بعد أن سمعوا أصواتاً من منزله في الطابق الأوّل الذي هبط أرضاً ضمن مبنى مؤلّف من أربعة طوابق، وقد سبق أن وجّه القيادي في الجيش الوطني "الفاروق أبو بكر"، عبر حسابه الشخصي على "فيس بوك"، نداءً للموجودين في مدينة أنطاكيا، أملاً في مساعدة "سيجري" وعائلته، مشيراً إلى أنّهم على قيد الحياة.
في سياق موازٍ، حذرت منظمات الإغاثة من كارثة إنسانية وشيكة شمال غربي سوريا، بعد أن أوقف الزلزال المدمر الذي وقع، الإثنين 6 فبراير/شباط 2023، تدفق المساعدات الأممية الضرورية من تركيا إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في سوريا، وقد أجبر الزلزال كثيراً من السوريين النازحين داخلياً على اللجوء إلى الأراضي والحقول المفتوحة وتحت الأشجار وسط ظروف الطقس المتجمدة.
في حين أخبر ثلاثة ممثلين لمنظمات الإغاثة موقع Middle East Eye الأمريكي، الثلاثاء 7 فبراير/شباط 2023، أن الدمار الذي حل بالطرق المؤدية إلى معبر باب الهوى، عرقل بشدة وصول المساعدات الضرورية، مما أدى إلى تفاقم الأزمة.
البرد الشديد يعرقل عمليات الإنقاذ
في حديثه مع موقع Middle East Eye، قال حمزة برهامية، وهو متحدث باسم منظمة الرؤية العالمية، إنه في حين أن انعدام الأمن الغذائي يشكل مصدر قلق كبيراً، فإن الأزمة الأكبر التي تواجهها كثير من هيئات الإغاثة تمثلت في درجات الحرارة المتجمدة، التي أحكمت قبضتها على المنطقة.
أوضح: "آلاف السوريين سوف ينامون في العراء؛ بعد أن تركوا منازلهم وراءهم، خوفاً من انهيار المباني ومن توابع الزلزال". وأضاف: "درجات الحرارة في شمال غرب سوريا وصلت أحياناً إلى أقل من خمس درجات مئوية، في حين أن الأمطار الغزيرة تسقط على مخيمات النازحين داخلياً".
في سياق متصل، قال أحمد عزيز، مدير أحد برامج مؤسسة القلب الكبير، إن الطرق المدمرة بسبب الزلزال صعّبت تنسيق جهود الإنقاذ، نظراً إلى أن حواجز الطرق عرقلت جهود الإنقاذ في عفرين، التي يستقر فيها.
جدير بالذكر أن زلزالاً ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا فجر الإثنين 6 فبراير/شباط 2023 بلغت قوته 7.7 درجة، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجة وعشرات الهزات الارتدادية، مخلفة خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات في البلدين.