تعرضت 4 نائبات فرنسيات على الأقل للخديعة، بعدما تلقين رسائل كاذبة، تطلب منهن التحرك، بزعم أن فرداً من الأسرة قد نُقل إلى المستشفى، لكي يفوّتن التصويت على قانون المعاشات الجديد، وهي خطوة وُصفت بأنها "حملة خداع خبيثة" ضمن الصراع بين الحكومة الفرنسية والمعارضة بشأن القانون.
صحيفة The Times البريطانية قالت الثلاثاء 7 فبراير/شباط 2023، إن الرسائل التي أُرسلت جميعها إلى نائبات منتميات إلى حزب "التجمع الوطني" اليميني الشعبوي، كانت الغاية منها دفعهن إلى تفويت التصويت البرلماني على عرض اقتراح الحزب بتنظيم استفتاء على خطة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الرامية إلى رفع سن التقاعد القانونية من 62 عاماً إلى 64 عاماً.
جاءت هذه الواقعة في وقتٍ تصاعدت فيه التوترات بشأن مشروع قانون التقاعد في البرلمان، حيث قال نواب في الائتلاف الحاكم بزعامة ماكرون، إنهم يتعرضون للتهديد، وفي الشوارع، حيث اندلعت اشتباكات بين المحتجين المعارضين للقانون، والشرطة.
مارين لوبان، مرشحة "التجمع الوطني" اليميني في الانتخابات الرئاسية لعام 2022، قالت إنه لو غاب نائب آخر من الحزب عن قاعة التصويت، يوم الإثنين 6 فبراير/شباط 2023، لما عُرض الاقتراح الداعي إلى الاستفتاء، وكان سيتقدَّم مكانه اقتراح شبيه من التحالف اليساري لأحزاب الخضر والأحزاب الاشتراكية الفرنسية.
يأتي هذا فيما تتنافس قوى اليسار واليمين الشعبوي في الصراع على مناصرة المعارضة الشعبية لقانون رفع سن التقاعد، لا سيما وقد أظهر استطلاع للرأي هذا الأسبوع، أن 69% من الناخبين الفرنسيين يعارضون القانون.
وصفت لوبان حيلة الرسائل المزيفة بأنها "مثيرة للاشمئزاز"، وقالت: "إنه لأمر محزن ومثير للشفقة أن تخدع أُماً بحيلة أن طفلها في المستشفى لكيلا يُعرض اقتراحنا للتصويت".
بحسب رواية لوبان فقد تلقت "أربع أو خمس" نائبات هذه الرسائل على هواتفهن، وأضافت أنهن "سارعن للخروج من البرلمان، لكن لمَّا أدركن أنهن تلقين جميعاً الرسالة نفسها، عُدن إلى قاعة التصويت وعُرض الاقتراح على المجلس، لكنه رُفض".
وأكد حزب "التجمع الوطني" أنه سيرفع دعوى جنائية؛ لكي تحقق الشرطة فيما حدث، بحسب الصحيفة البريطانية.
من جانبها، استنكرت يائيل براون بيفيه، رئيسة البرلمان الفرنسي والنائبة المنتمية إلى حزب النهضة الذي يتزعمه ماكرون، الحادثةَ التي تعرضت لها النائبات، ووصفتها بأنها "مخزية وشائنة وشديدة الخطورة".
مع ذلك، قالت فضيلة خطابي، النائبة عن حزب النهضة، إن معارضي إصلاح نظام التقاعد يسعون إلى "ترهيب" أنصار الرئيس، مضيفةً: "تلقيت في مكتبي الانتخابي رسالة تهديد لعائلتي.. احتوت على مسحوق أبيض"، و"الأمر محزن"، فقد تعرض نواب آخرون من تحالف ماكرون للتهديد أيضاً.
يأتي هذا فيما شارك مئات الآلاف من المحتجين في التظاهرات التي عمت أرجاء البلاد؛ اعتراضاً على خطة ماكرون، وهيمنت دعوات الإضراب على المدارس ووسائل النقل العام ومحطات الطاقة ومصافي البترول.
وسط هذه التوترات، نشرت السلطات الفرنسية قرابة 11 ألف شرطي في جميع أنحاء البلاد، وزعمت أنها تواجه هجمات من بعض المتظاهرين المتطرفين بمدن مختلفة، منها باريس ورين وليون ونانت.
تقول الحكومة إن الإصلاح في قانون المعاشات سيسمح بادخار ما يزيد على 17 مليار يورو (18 مليار دولار) سنوياً بحلول عام 2030، بحسب وكالة رويترز، التي أضافت أنه يوجد أكثر من 20 ألف تعديل أمام نواب البرلمان، لكن نظراً إلى إدراج الإصلاح في مشروع قانون للضمان الاجتماعي السنوي فقد ترسله الحكومة إلى مجلس الشيوخ بعد أسبوعين فقط.
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Times البريطانية.