أعلنت فلسطين، الثلاثاء 7 فبراير/شباط 2023، عن وفاة 50 من رعاياها جراء الزلزال الذي وقع فجر الإثنين 6 فبراير/شباط 2023، في تركيا وسوريا، لتكون بذلك أول دولة عربية تعلن عن وفاة أجانب جراء الهزة المدمرة، التي تجاوز عدد وفياتها في البلدين 5 آلاف شخص.
جاء ذلك في تصريح أدلى به سفير فلسطين لدى تركيا، فائد مصطفى لوكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا"، وقال إن "الحصيلة الإجمالية لعدد الضحايا من الفلسطينيين وصل إلى 50 بعد العثور على 19 ضحية جديدة شمالي سوريا".
أشار مصطفى إلى أن من بين القتلى الجدد عائلات بأكملها، دون تفاصيل عن توزيعة الأعداد، بحسب ما أوردته وكالة الأناضول التركية الرسمية.
وكالة "وفا" أوضحت أن ثلاثة مخيمات فلسطينية في سوريا وقعت ضمن دائرة الزلزال، وهي "مخيم الرمل في اللاذقية، ومخيما النيرب وحندرات في حلب"، إضافة إلى تجمعات فلسطينية متفرقة في المحافظات الشمالية بسوريا.
كان زلزال مُدمر قد ضرب، فجر أمس الإثنين، تركيا وسوريا، بلغت قوته 7.7 درجة على مقياس ريختر، أعقبه بعد عدة ساعات زلزال آخر بقوة 7.6 درجات وهزات ارتدادية عنيفة، مخلفة خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات في البلدين.
حتى الساعة 14:00 بالتوقيت المحلي لسوريا وتركيا، بلغ عدد وفيات الزلزال في مناطق شمالي غرب سوريا التي تأثرت بشدة بالهزة الأرضية، ما لا يقل عن 810 أشخاص، فيما وصل عدد الجرحى لأكثر من 2200، بحسب الدفاع المدني.
في حين، أعلنت وزارة الصحة في حكومة نظام الأسد عن ارتفاع عدد ضحايا الزلزال في مناطق حماة وحلب واللاذقية، وطرطوس، وريف إدلب إلى 812 وفاة، في حين وصل عدد المصابين إلى 1449.
يأتي هذا، فيما قال مسؤولون كبار من منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء 7 فبراير/شباط 2023، إن الاحتياجات الإنسانية لسوريا وصلت إلى أعلى مستوياتها بعد الزلزال.
أديلهيد مارشانغ، كبيرة مسؤولي الطوارئ في المنظمة، أشارت إلى أن تركيا لديها قدرة قوية على التعامل مع الأزمة لكن الاحتياجات الأساسية التي لن تُلبى على المدى القريب والمتوسط ستكون في سوريا التي تعاني بالفعل من أزمة إنسانية منذ سنوات بسبب الحرب الأهلية وتفشي الكوليرا.
أضافت في اجتماع مجلس إدارة المنظمة: "هذه أزمة تأتي على رأس أزمات متعددة في المنطقة المنكوبة… الاحتياجات بلغت أعلى مستوى لها في جميع أنحاء سوريا بعد أزمة معقدة وممتدة استمرت 12 عاماً تقريباً بينما يستمر التمويل الإنساني في الانخفاض".
أشارت مارشانغ إلى أن نحو 23 مليون شخص، من بينهم 1.4 مليون طفل، من المرجح أن يتعرضوا للخطر في كلا البلدين بعد الزلزال وتوابعه التي حولت آلاف المباني إلى أنقاض.
كذلك أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها ترسل إمدادات طارئة تشمل معدات جراحية لحالات الطوارئ والإصابات إلى جانب تنشيط شبكة من فرق الطوارئ الطبية.
يُشار إلى أن هذا الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا أقوى زلزال على مستوى العالم تسجله هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، منذ هزة أرضية جنوب المحيط الأطلسي النائي، في أغسطس/آب 2021.