لم يمضِ وقت طويل بعد الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال غرب سوريا، صباح يوم الإثنين 7 فبراير/شباط، حتى بدأت نداءات الاستغاثة في إغراق مواقع التواصل الاجتماعي، وبدأ من لم يتمكنوا من الاتصال بأقاربهم في نشر صور أقاربهم وعناوينهم، ومناشدة من يعثرون عليهم الاتصال بهم.
وحققت هذه الطريقة بعض النجاح، حسب ما نشره موقع Middle East Eye البريطاني إذ كتب رجل على تويتر أنه ووالدته وشقيقه عالقون تحت الأنقاض في هاطاي، واحدة من أكثر المدن التي تضررت من الزلزال والقريبة من الحدود السورية. وبعد إعادة نشر التغريدة آلاف المرات في أقل من ساعة تم إنقاذ الأسرة على يد أشخاص يعيشون في مكان قريب.
فيما نشر رجل آخر عنوانه، وكتب مستغيثاً: "ساعدونا رجاءً! نحن تحت الأنقاض، والكثيرون هنا". وبعد ساعة، أعلن أنه تم إنقاذه هو ووالدته، لكن والده لم يحالفه الحظ، وحين نشر الضحايا العالقون مواقعهم، بدأ كاغان ساريكايا، عالم السياسة التركي، وفريقه في جمعها لإنشاء خريطة.
ووضعوا علامات على عناوين الأشخاص الذين ما زالوا ينتظرون الإنقاذ، ونشروها على تويتر.
على أن خطوط الهاتف واتصالات الإنترنت تنهار بين الحين والآخر، ما يصيب الناس بحالة من الترقب والتوتر.
ونشر محمد سولماز، الصحفي التركي المقيم في لندن، عنوان أقاربه المقيمين في كهرمان مرعش، مركز الزلزال. ولم يتمكن أي فريق إنقاذ من الوصول إلى مكان الحادث لساعات، وكشف في النهاية عن وفاة أربعة من أقاربه، وأعرب عن أمله في إنقاذ الآخرين.
وكانت مارفي، وهي ممرضة رعاية أطفال، متفائلة، بعد أن تمكنت أختها من إرسال صورة لنفسها وهي تحت الأنقاض بعد حوالي 12 ساعة من الزلزال. واقترح عليها أحد مستخدمي تويتر أن تستخدم تطبيق طوارئ ينشر مواقع فرق الإنقاذ ويصدر تنبيهات مسموعة. لكن التطبيق، الذي أطلقته إدارة الكوارث والطوارئ، لم يكن يعمل بسبب كثرة مستخدميه.
وتم إنقاذ شقيقتها ودخلت المستشفى، لكن انتظار مارفي المغلَّف بالقلق لإخوتها وأبيها لم ينتهِ.
تعبئة عبر الإنترنت بعد الزلزال
واتجه الناس إلى مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما علقت فرق الإنقاذ نفسها تحت الأنقاض، بعد أن ضربت الهزات الارتدادية وزلزال كبير آخر جنوب تركيا وشمال غرب سوريا.
وحين حل الظلام وازدادت درجات الحرارة انخفاضاً، احتشدت منظمات الإغاثة والمبادرات المحلية عبر الإنترنت.
ووفّر هالوك ليفنت، مغني موسيقى الروك ومؤسس جمعية Ahbap الخيرية، شاحنتين لتلبية احتياجات النظافة والمياه النظيفة. وفي بعض المدن، حذر المسؤولون الناس من استخدام مياه الصنبور لاحتمال تلوثها. وأنشأت منظمة Ahbap أيضاً خريطة توضح موقع الملاجئ.
ولكن بدا أنه لا تتوفر ملاجئ كافية لملايين الأشخاص المتضررين في المنطقة، وأظهرت بعض المقاطع على مواقع التواصل الاجتماعي أشخاصاً ينتظرون المساعدة تحت الثلوج الكثيفة.
وأحد هذه المقاطع المفجعة كان من مدينة ملاطية، ويظهر فيه مرضى دار رعاية ممددون دون ملابس كافية على مراتب بلاستيكية في الثلج، لأن معظمهم معاقون وعاجزون عن الحركة.
وفي غياب أي ملاجئ قريبة، خشي القائمون على رعايتهم من فقدان مرضاهم بسبب انخفاض حرارة الجسم.
كان زلزال مُدمر قد ضرب، فجر أمس الإثنين، تركيا وسوريا، بلغت قوته 7.7 درجة على مقياس ريختر، أعقبه بعد عدة ساعات زلزال آخر بقوة 7.6 درجة، وهزات ارتدادية عنيفة، مخلفة خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات في البلدين.