ناشد الشيف التركي الشهير، بوراك أوزدمير، الجميع بتقديم يد العون إلى المناطق المتضررة من الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، فجر الإثنين 6 يناير/كانون الثاني 2023، بينما كانت دموعه تنهمر وهو ينظر إلى حجم الدمار الذي خلفه الزلزال.
بحسب ما أفادت وسائل إعلام تركية فإن بوراك (27 عاماً) كان يتجول في مسقط رأسه بمدينة هاطاي جنوبي تركيا، وهو يبكي وسط أنقاض المنازل من حوله.
وقال الشيف التركي في مقطع الفيديو: "أرجوكم، من كانت لديه الإمكانيات للمساعدة فلا يبخل بها.. حقيقة إلى الآن هناك أناس تحت الأنقاض".
أضاف وهو يلتقط أنفاسه والدموع تنهمر من عينيه: "الوضع سيئ للغاية.. تصلنا العديد من الرسائل، ولا نستطيع فعل شيء"، راجياً المساعدة من كل من يستطيع فعل شيء.
وفجر الإثنين 6 فبراير/شباط، ضرب زلزال جنوب تركيا وشمال سوريا بلغت قوته 7.7 درجة، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجة وعشرات الهزات الارتدادية، مخلفة خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات في البلدين.
كارثة في هاطاي
وكانت مدينة هاطاي التاريخية من أكثر المدن التركية العشر التي ضربها الزلزال، ولا يزال هناك أشخاص تحت الأنقاض رغم مرور يوم ونصف على وقوع الزلزال.
والثلاثاء 7 يناير/كانون الثاني، غمرت مياه البحر شوارع عدة في ولاية هاطاي التركية، بعد ارتفاع مستوى البحر بسبب الزلزال المدمر.
وتشكلت برك مياه بطول نحو 200 متر من الساحل باتجاه القسم الداخلي في طريق مته أصلان بمنطقة تشاي، في حين ازدحمت المنطقة مرورياً، حيث يعاني السائقون صعوبة في التقدم بسياراتهم. واللافت أن المياه غمرت الطرقات ولم تصل إلى المنازل.
وفي وقت سابق، الثلاثاء، أعلنت إدارة الكوارث والطوارئ التركية "آفاد"، ارتفاع عدد قتلى الزلازل التي ضربت جنوبي البلاد إلى 3432، وارتفاع الإصابات إلى 21 ألفاً و103 حالات.
فيما أشارت في بيان إلى حدوث 312 هزة ارتدادية أقواها بلغت 7.6 درجة في مركز قضاء البيستان بولاية كهرمان مرعش، ولفت البيان إلى مشاركة 25 ألفاً و693 شخصاً في جهود البحث والإنقاذ، بينهم 2769 قدموا من 65 دولة، كما تشارك 10 سفن في عمليات إجلاء الأشخاص وشحن المواد الإغاثية.
إحدى أكبر الكوارث
من جانبه، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، أن بلاده تواجه "إحدى أكبر الكوارث، ليس في تاريخ الجمهورية فحسب، بل في منطقتنا والعالم"، بسبب الزلزال المُدمر، معلناً حالة الطوارئ في عددٍ من المناطق المتضررة.
جاء ذلك في كلمة توجه بها أردوغان إلى الشعب التركي، في مقر إدارة الطوارئ والكوارث التركية "آفاد" بالعاصمة أنقرة، وأشار فيها إلى أن عدد وفيات الزلزال في تركيا وصل إلى 3549، معلناً أيضاً 10 مدن متضررة من الزلزال منطقة كوارث، كما أعلن حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر في المناطق المنكوبة.
أضاف أردوغان أن عمليات الإنقاذ في البلاد مستمرة حتى الآن، على الرغم من كل الظروف الصعبة، موضحاً أن الحكومة ستقدم مساعدات طارئة، حيث تم رصد 100 مليار ليرة كمبلغ أولي للمساعدات.
كذلك لفت الرئيس التركي إلى أن السلطات التركية أنشأت 54 ألف مخيم وأُرسلت إلى المناطق المنكوبة، مضيفاً أن السلطات "خصصت بعض الطائرات لنقل المساعدات، وأرسلنا 5 آلاف عامل في قطاع الصحة إلى المناطق المتضررة".
إنقاذ الآلاف
أردوغان أشار في تصريحاته أيضاً إلى أن تركيا تعمل على التشخيص الدقيق لمدى انتشار الزلزال في المناطق عبر تقنية التصوير بالمسيرات، وأوضح أن فرق الإنقاذ أنقذت أكثر من 8 آلاف شخص من تحت الأنقاض حتى عصر اليوم الثلاثاء 7 فبراير/شباط 2023.
في هذا الصدد، قال أردوغان: "يعمل حالياً 53 ألفاً و317 عنصراً في عمليات البحث والإنقاذ، والعدد يتزايد من تركيا وخارجها، دولتنا بكافة مؤسساتها وكوادرها بدأت العمل في المناطق المتضررة من الزلزال".
أضاف أردوغان أن 70 دولة عرضت المساعدة في عمليات البحث والإنقاذ، وأن تركيا تعتزم فتح فنادق في مدينة أنطاليا السياحية بغرب البلاد لتسكين المتضررين من الهزات بشكل مؤقت.
يُشار إلى أن هذا الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا أقوى زلزال على مستوى العالم تسجله هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، منذ هزة أرضية بجنوب المحيط الأطلسي النائي، في أغسطس/آب 2021.