قالت الرئاسة المصرية، الثلاثاء 7 فبراير/شباط 2023، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس النظام السوري بشار الأسد على خلفية الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وأوقع آلاف القتلى والجرحى.
السيسي أكد، خلال اتصاله، إصداره توجيهات "بتقديم كافة أوجه العون والمساعدة الإغاثية الممكنة في هذا الصدد إلى سوريا".
زلزال سوريا
ويأتي هذا بعد أن ضرب زلزال مُدمر فجر أمس الإثنين، تركيا وسوريا، بلغت قوته 7.7 درجة على مقياس ريختر، أعقبه بعد عدة ساعات زلزال آخر بقوة 7.6 درجة، وهزات ارتدادية عنيفة، مخلّفة خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات في البلدين.
حتى الساعة 14:00 بالتوقيت المحلي لسوريا وتركيا، بلغ عدد وفيات الزلزال في مناطق شمالي غرب سوريا التي تأثرت بشدة بالهزة الأرضية، ما لا يقل عن 810 أشخاص، فيما وصل عدد الجرحى لأكثر من 2200، بحسب الدفاع المدني.
في حين أعلنت وزارة الصحة في حكومة نظام الأسد عن ارتفاع عدد ضحايا الزلزال في مناطق حماة وحلب واللاذقية، وطرطوس، وريف إدلب إلى 812 وفاة، في حين وصل عدد المصابين إلى 1449.
يأتي هذا، فيما قال مسؤولون كبار من منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء 7 فبراير/شباط 2023، إن الاحتياجات الإنسانية لسوريا وصلت إلى أعلى مستوياتها بعد الزلزال.
كذلك أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها ترسل إمدادات طارئة تشمل معدات جراحية لحالات الطوارئ والإصابات، إلى جانب تنشيط شبكة من فرق الطوارئ الطبية.
مئات الأسر محاصرة في سوريا
وقال الدفاع المدني السوري إن مئات الأسر لا تزال محاصرة تحت الأنقاض غربي سوريا، بسبب الزلزال الذي ضرب المنطقة، محذراً من أن الوقت ينفد، وذلك في وقت أكد فيه مسؤول كبير في الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة أن الآثار التي خلّفها الزلزال، وألحق أضراراً بالطرق، ونقصاً بالوقود، والطقس الشتوي القاسي في سوريا، كلها عوامل تعرقل مواجهة الوكالة.
قال المصطفى بنلمليح، المنسق المقيم للأمم المتحدة لـ"رويترز"، في مقابلة عبر رابط فيديو من دمشق: "البنية التحتية متضررة، والطرق التي اعتدنا استخدامها في الأعمال الإنسانية تضررت، وعلينا أن نكون مبدعين في كيفية الوصول إلى الناس… لكننا نعمل بجد".
وحتى قبل وقوع الزلزال، الذي بلغت قوته 7.8 درجة، في الساعات الأولى من صباح الإثنين، قدرت الأمم المتحدة بأن أكثر من 4 ملايين شخص في شمال غربي سوريا يعتمدون على المساعدات عبر الحدود. فقد نزح كثير من هؤلاء بسبب الصراع المستمر منذ 12 عاماً، ويعيشون في مخيمات.
وأدى الزلزال الضخم، الذي خلّف أكثر من 2300 قتيل في تركيا، إلى اندفاع الناس إلى الشوارع في شمالي سوريا، حيث تعرّض السكان لضربات جوية وقصف خلال الحرب، ما أضعف العديد من المباني.
يُشار إلى أن هذا الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا أقوى زلزال على مستوى العالم تسجله هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، منذ الهزة الأرضية بجنوب المحيط الأطلسي النائي، في أغسطس/آب 2021.