تمكّنت كوادر منظمة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" من إنقاذ رضيع وعائلته من تحت أنقاض منزلهم المدمر في بلدة جنديرس التابعة لمنطقة عفرين بريف مدينة حلب شمالي سوريا، إثر الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا فجر الإثنين 6 فبراير/شباط 2023.
وعقب الزلزال ظلت العائلة تلتقط أنفاسها من تحت الأنقاض، بينما تظهر طفلة صغيرة بمقطع الفيديو والدماء تسيل من ذراعها وعليها آثار الحجارة التي كان بعضها عالقاً برأسها ووجها، ومن تحتها رضيع مسجّى بغطاء.
يجسد المشهد مأساة من جملة المآسي التي تسببت بها كارثة الزلزال المدمر، الذي تزامن مع منخفض جوي حاد وظروف معيشية وإنسانية صعبة في سوريا التي دمرتها الحرب ولا تزال منذ 12 عاماً.
يأتي ذلك فيما أعلنت وزارة الصحة السورية التابعة للنظام ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 812 قتيلاً و1449 جريحاً، في حين أعلن فريق الإنقاذ التابع للخوذ البيضاء ارتفاع عدد القتلى في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة إلى أكثر من 1020.
في سياق متصل، تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، الثلاثاء، مقطع فيديو لعمال إنقاذ وهم ينقذون أسرة سورية بالكامل من تحت أنقاض منزلهم الذي تهدم عليهم بسبب الزلزال.
في مشهد "احتفالي" تخلله التهليل والتكبير والبكاء استطاعت فرق الإنقاذ، إخراج عائلة سورية كاملة من تحت الأنقاض في الشمال السوري بعد أربعين ساعة كاملة قضوها أسفل الركام الذي منع عنهم الحركة.
بمجرد إنقاذ الرجل وزوجته وأطفاله استقبلهم الأهالي بالتكبير والتهليل، ووثق الكثيرون هذه اللحظات وتداولوا لقطاتها على منصات التواصل الاجتماعي بشكل كبير وقال أحدهم: "الحمد لله، استطعنا رؤية خبر جميل في هذه الأيام الحزينة، هذا الفيديو زرع في نفوسنا التفاؤل والأمل بإنقاذ ما تبقى من العوائل".
كان زلزال قد ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا بلغت قوته 7.7 درجة، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجة وعشرات الهزات الارتدادية، مخلفة خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات في البلدين.