أكد المستشار الألماني أولاف شولتس، الأحد 5 فبراير/شباط 2023، أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لم يوجه تهديداً له أو لألمانيا في محادثة هاتفية، وذلك عقب أيام من قول رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون، إن بوتين هدده (عندما كان في منصبه) بصاروخ على خلفية الأزمة في أوكرانيا.
جاءت تصريحات شولتس في مقابلة مع صحيفة "بيلد ام زونتاج" الألمانية، وقال المستشار الألماني إن المحادثات التي أجراها مع بوتين أوضحت أن "وجهتَي نظرهما حيال الحرب في أوكرانيا مختلفتان كثيراً".
أضاف شولتس: "أوضحت لبوتين تماماً أن روسيا وحدها هي المسؤولة عن الحرب"، وأردف: "غزت روسيا جارتها دون سبب، من أجل السيطرة على أجزاء من أوكرانيا أو البلاد بأكملها".
شولتس لفت أيضاً في تصريحاته، إلى أن ألمانيا تزود أوكرانيا بمساعدات مالية وإنسانية وعسكرية، لأنها ترى في تصرفات روسيا "انتهاكاً لإطار السلام في أوروبا"، وقال إن ثمة اتفاقاً مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يقضي بضرورة استخدام الأسلحة التي يوفرها الغرب على الأراضي الأوكرانية فقط لا الروسية.
وفي ظل ضغوط دولية متنامية تعرضت لها برلين في شهر يناير/كانون الثاني 2023، أعلنت الحكومة الألمانية عن التخطيط لتسليم أوكرانيا دبابات حديثة من طراز "ليوبارد 2" من مخزونات الجيش.
في هذا الصدد، قال شولتس إن أي تسليم للأسلحة يتم بتنسيق وثيق مع الحلفاء الغربيين! لتجنب مزيد من التصعيد.
كان رئيس الوزراء البريطاني السابق، بوريس جونسون، قد صرح في برنامج وثائقي بثته هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، الأسبوع الماضي، بأن الزعيم الروسي هدده بضربة صاروخية "لن تستغرق سوى دقيقة"، في حين قال الكرملين إن جونسون يكذب.
المكالمة التي تحدث عنها جونسون، حدثت مع بوتين قبل أن تشن روسيا هجومها على أوكرانيا الذي بدأ في فبراير/شباط 2023، وقال جونسون إن بوتين أبدى في المكالمة انزعاجه من فكرة انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
تسببت الحرب التي شنتها روسيا على أوكرانيا، في تأزم العلاقات بشكل ملحوظ بين ألمانيا وروسيا، وتحدثت برلين عن ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا، ألقت باللوم فيها على روسيا.
في هذا الصدد، قال المدعي العام الألماني، بيتر فرانك، في مقابلة نُشرت السبت 4 فبراير/شباط 2023، إن بلاده جمعت أدلة على ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا، مضيفاً أنه يرى ضرورة لاتخاذ إجراء قضائي على المستوى الدولي.
فرانك أضاف في تصريح لصحيفة "فيلت أم زونتاج": "نركز في الوقت الحالي مثلاً على عمليات القتل الجماعي في بوتشا أو الهجوم على البنية التحتية المدنية في أوكرانيا"، وأضاف دون الخوض في تفاصيل، أن ممثلي الادعاء لديهم أدلة "في نطاق المئات" حتى الآن.
كانت أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون قد اتهموا القوات الروسية بارتكاب فظائع في بلدة بوتشا التابعة لكييف بعد شن الهجوم الروسي في 24 فبراير/شباط 2023، بفترة قصيرة، ونفت موسكو هذا الاتهام. كما استهدفت روسيا البنية التحتية الرئيسية في أوكرانيا لكنها تنفي استهداف المدنيين عمداً.
رداً على سؤال عمن تجب محاكمته، قال فرانك إنه تجب محاسبة قادة الدولة الروسية وأولئك الذين ينفذون القرارات على أعلى مستوى في الجيش.
يُذكر أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، أدت إلى غضب دولي، وفرضت دول غربية عقوبات على موسكو، وتشترط الأخيرة لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.