أثارت صور تداولتها مواقع للتواصل الاجتماعي، يُعتقد أنها لسجين إيراني، يبدو عليه السقم والنحول، بعدما أعلن إضراباً عن الطعام، دعماً للمظاهرات التي خرجت ضد فرض ارتداء الحجاب، غضباً وصدمة وتحذيرات من أنه يواجه خطر الموت.
محامي الإيراني المسجون قال إن موكله، الذي يُدعى فرهاد ميثمي (53 عاماً)، المسجون منذ 2018 لدعمه ناشطات رفضن سياسة فرض الحجاب، بدأ إضرابه عن الطعام في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2022، احتجاجاً على "حملة قمع" حكومية على المتظاهرين، سقط فيها قتلى.
فيما انتشرت صور ميثمي على وسائل التواصل الاجتماعي في نفس اليوم الذي أفرجت فيه إيران عن المخرج جعفر بناهي بكفالة، بعد سبعة أشهر في السجن، وقال بناهي إن صور ميثمي ذكّرته بالناجين من معسكر اعتقال أوشفيتز.
وكتب المحامي محمد موغيمي على تويتر "حياة موكلي فرهاد ميثمي في خطر… لقد أضرب عن الطعام احتجاجاً على أعمال القتل الأخيرة في الشوارع على يد الحكومة"، وأشار إلى أنه فقد 52 كيلوغراماً من وزنه.
وظهر ميثمي في صور طاوياً ذراعيه حول جسده، ومستلقياً على ما يبدو فوق سرير مستشفى، فيما أظهرته صورة أخرى واقفاً وضلوعه وعظامه بارزة.
وكتب روبرت مالي، المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون إيران على تويتر "صور مروعة للدكتور فرهاد ميثمي، المدافع الشجاع عن حقوق المرأة، المضرب عن الطعام في السجن" وقال إن "النظام الإيراني حرمه ظلماً هو وآلاف السجناء السياسيين الآخرين من حقوقهم وحريتهم، والآن يهدد حياته ظلماً".
من جانبها، علقت منظمة العفو الدولية على الصورة، وقالت إن "هذه الصور (لميثمي) تذكير صادم بازدراء السلطات الإيرانية لحقوق الإنسان".
وفي رسالة نشرتها الخدمة الفارسية في هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، أعلن ميثمي ثلاثة مطالب، وهي وضع حد لعمليات الإعدام، والإفراج عن السجناء السياسيين والمدنيين، ووقف "مضايقات فرض الحجاب".
إيران تعلق على صورة السجين
فيما نفى القضاء الإيراني ما قيل عن دخول ميثمي في إضراب عن الطعام، وقال إن الصور التي انتشرت انتشاراً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي تعود إلى أربع سنوات مضت، عندما أضرب فعلاً وقتها عن الطعام.
ولإثبات هذا نشر موقع نادي المراسلين الشباب للأنباء، وهي وكالة أنباء شبه رسمية يديرها طلاب، ما قال إنها أحدث صورة لميثمي، والتي لا يبدو فيها هزيلاً، وشوهد جالساً على أرضية زنزانته، وبجواره كيس للرقائق على ما يبدو، فيما لم يتسن التأكد من تاريخ التقاط الصور.
ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية، شبه الرسمية، عن نقابة المخرجين الإيرانية، قولها إنه تم الإفراج عن بناهي بكفالة، بعد أن بدأ إضراباً عن الطعام للضغط على السلطات، من أجل إطلاق سراحه لحين إعادة محاكمته.
ولم يصدر بيان رسمي من القضاء الإيراني بشأن الإفراج، ولكن مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي زعمت إظهار بناهي يتحدث إلى المهنئين خارج سجن إيفن.
وقال بناهي "صور فرهاد ميثمي تذكّرنا بصور الناس في أوشفيتز، أو (المهاتما) غاندي، منذ أن كتب ميثمي عن اللاعنف "هناك كثيرون ما زالوا خلف القضبان… فكيف أقول إنني أشعر بالسعادة؟".
ويشار إلى أن بناهي اعتقل في يوليو/تموز، وتم إبلاغه بأنه سيقضي عقوبة بالسجن ست سنوات، كانت قد أصدرتها محكمة في طهران في عام 2010، وسط حملة قمع متصاعدة ضد المعارضة.
احتجاجات إيران
وتشهد إيران اضطرابات على مستوى البلاد، منذ وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني، في 16 سبتمبر/أيلول، أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق، وهو ما شكّل أقوى تحدٍّ لإيران منذ الثورة في عام 1979.
وتقول جماعات حقوقية إن أكثر من 500 متظاهر قُتلوا، وألقت السلطات القبض على نحو 20 ألفاً. وأعدمت السلطات أربعة على الأقل شنقاً، بحسب القضاء الإيراني.