شاركت عضوة الكونغرس الأمريكي إلهان عمر، الناقدة لحكومة الاحتلال ومعاملتها للفلسطينيين، في رعاية مشروع قانون يُدين معاداة السامية، ويعترف بدولة الاحتلال على أنها "حليف أمريكا الشرعي والديمقراطي"، بالتزامن مع استبعادها من لجنة الشؤون الخارجية لمجلس النواب.
موقع Middle East Eye البريطاني قال إن مشروع القانون جرى تقديمه في يوم استبعاد المشرعة التقدمية من لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، وذلك عقب حملةٍ من رئيس المجلس كيفين مكارثي، وحمل مشروع القانون عنوان: "الاعتراف بإسرائيل كحليف شرعي وديمقراطي لأمريكا وإدانة معاداة السامية". حيث جرى تقديمه في يوم الخميس، الثاني من فبراير/شباط، بواسطة عضو الكونغرس الديمقراطي جوش غوتهايمر، وبمشاركة أكثر من 30 نائباً ديمقراطياً.
كما نص مشروع القانون على أن الكونغرس "يرفض الكراهية والتمييز ومعاداة السامية بجميع أشكالها، بما فيها معاداة السامية المستترة في صورة مشاعر معادية لإسرائيل"، وأردف أن الجهة التشريعية الأمريكية "تقف صفاً واحداً مع الشعب اليهودي داخل الولايات المتحدة وحول العالم في مواجهة عداء السامية المتزايد".
وقد جرى إدراج اسم إلهان باعتبارها واحدةً من رعاة مشروع القانون الخميس، بينما غابت غيرها من النائبات التقدميات عن قائمة الرعاة، ومنهن ألكساندريا أوكاسيو كورتيز وكوري بوش ورشيدة طليب.
فيما قال جيريمي سليفين، المتحدث باسم إلهان، لموقع Middle East Eye البريطاني، إن مشروع القانون يركز على مواجهة التمييز داخل الولايات المتحدة.
وأوضح سليفين في تصريحه للموقع البريطاني: "وقعت النائبة إلهان على قانون يعترف بحجم الكراهية والتمييز الذي تواجهه الجاليات المهمشة داخل الولايات المتحدة على مرّ تاريخها، بما فيها الجالية اليهودية. وتؤمن بأن الأقليات الدينية يجب أن تعمل معاً لإدانة هذه الكراهية قديمة العهد. وستواصل الدفاع عن حقوق الإنسان حول العالم كما قالت في خطابها اليوم".
وبعد ظهر الخميس، كتبت إلهان التغريدة التالية: "لن يتغير انتقادي لسياستنا الخارجية، أو سياسة إسرائيل في التعامل مع الفلسطينيين، أو سياسة أي دولة أجنبية أخرى".
استبعاد إلهان عمر
استُبعِدت إلهان عمر من لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب يوم الخميس، عقب حملةٍ من المشرعين الجمهوريين لعزلها، بدعوى اتهامها بأنها معادية للسامية، وجاء عزلها تكليلاً لهجوم يميني امتد لسنوات ضد المشرعة التقدمية، التي عُرِفَت بتصريحاتها الناقدة للسياسة الخارجية الأمريكية وحكومة الاحتلال، وقد تعرضت تصريحاتها للإدانة من داخل وخارج حزبها.
إذ واجهت عضوة الكونغرس الديمقراطية إلهان عمر انتقادات لاذعة من بقية المشرعين، حتى أعضاء حزبها، بسبب انتقادها لدولة الاحتلال. وفي فبراير/شباط عام 2019، كتبت تغريدةً تقول إن دعم الساسة الأمريكيين لدولة الاحتلال "يتعلق بالدولارات في المقام الأول"، في إشارةٍ إلى المبالغ الضخمة التي تنفقها الجماعات المؤيدة للاحتلال.
وأثارت التغريدة ردود فعل عنيفة، وأدت إلى اتهام إلهان بأنها معادية للسامية، لكنها اعتذرت عن تصريحاتها لاحقاً، وقالت إنها بدأت تتعرف على "التاريخ المؤلم للعبارات المجازية المعادية للسامية".
واجتمع الديمقراطيون في صفٍّ واحد للدفاع عن إلهان، لكن العديد من كبار النواب الديمقراطيين استنكروا تصريحات المشرعة الناقدة لدولة الاحتلال، خلال السنوات الأربع الماضية.
وواجهت كذلك هجمات الإسلاموفوبيا من منافذ الإعلام اليميني والساسة الجمهوريين، وبينهم الرئيس السابق دونالد ترامب، كما تعرضت لتهديدات بالقتل.
ويُجادل أنصار عضوة الكونغرس بأن الجمهوريين يقتطعون تصريحاتها من سياقها، وذلك بغرض اختلاق غضب مصطنع، ثم يستخدمون نغمات رهاب الإسلام لتصويرها على أنها دخيلةٌ تحاول تقويض مصالح الولايات المتحدة.
بينما قالت بيث ميلر، مديرة السياسة في Jewish Voice for Peace Action، لموقع Middle East Eye، إن التصويت على استبعاد إلهان "كان مجرد مثالٍ آخر على تسليح الجمهوريين الساخر للمزاعم الكاذبة عن معاداة السامية، وذلك من أجل مهاجمة النساء التقدميات الملونات اللواتي يتحدثن عن حقوق الفلسطينيين".