قالت صحيفة The Times البريطانية، في تقرير نشرته، الخميس 2 فبراير/شباط 2023، إنه في أحدث عرض للطائرات الحديثة من دون طيار التي أنتجتها أمريكا، والتي جاءت تحت اسم "كراتوس إكس كيو 58 فالكري" XQ-58A Valkyrie"، لاحظ الكثيرون أن الطائرة تشبه إلى حد كبير المركبة "ثندربيرد 2" الخيالية من المسلسل التلفزيوني الشهير Thunderbirds، الذي كان يُعرض في ستينيات القرن الماضي.
وهي خطوة ربما أرادت بها الولايات المتحدة أن تبرهن على أن التصورات التي تناقلها الناس في الماضي للمستقبل يمكن أن تصبح حقيقةً في عالم اليوم المتقدم، وقد شوهدت الطائرة فالكري وهي تنطلق من قاذفة مائلة أثناء رحلة تجريبية انطلقت من قاعدة إيغلين الجوية في فلوريدا خلال شهر ديسمبر/كانون الأول 2022، إلا أن الصور لم تنشر إلا حديثاً.
اقرأ أيضاً
طائرات من دون طيار قتالية أمريكية
الطائرة فالكري مركبة جوية قتالية تجريبية ذات قدرات شبحية، ويمكن استخدامها لتكون طائرة مرافقة لمقاتلات "إف 35" الأمريكية في نزاعات المستقبل.
تأتي فالكري من إنتاج شركة "كراتوس للصناعات العسكرية والأمنية" Kratos Defence and Security Solutions، التي يقع مقرها في مدينة سان دييغو بولاية كاليفورنيا الأمريكية، وهي طائرة مصممة لحمل قنبلتين صغيرتي القطر على الأقل، وتستطيع التحليق بمدى يبلغ 5553 كيلومتراً.
لا تحتاج فالكري إلى مدرج، وإنما تقلع من منصة إطلاق محمولة على مقطورة. ويبلغ طولها 9 أمتار، وطول جناحيها 8.2 متر، وتزن نحو 1134 كيلوغراماً دون حمولة القنابل. وتبلغ سرعتها القصوى 0.72 ماخ (أي نحو 882 كيلومتراً في الساعة). وقد أتمَّت رحلتها التجريبية الأولى في مارس/آذار 2019.
تنوي وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) استخدام الطائرة فالكري في سياق تشغيل طائرات مقاتلة مأهولة وطائرات مقاتلة من دون طيار معاً، على أن ترتبط البيانات الواردة لكل منهما بالأخرى، ويسيطر قائدة الطائرة المقاتلة على الطائرة من دون طيار كطائرة جناح تابعة له.
اقرأ أيضاً
تعمل الطائرات من دون طيار على استطلاع الأهداف وتوفير المعلومات
جاء تصميم فالكري وتطويرها ضمن برنامج Skyborg التابع لوزارة الدفاع الأمريكية، ومن المقرر أن تكون تلك الطائرات والأنواع المماثلة لها قادرة على القيام بمهمات التحليق المتقدم واستطلاع الأهداف، وتوفير المعلومات الاستخباراتية للطائرات المأهولة، علاوة على المشاركة في عمليات القصف.
التشابه بين الطائرة "فالكري" والمركبة "ثَندربيرد 2" ليس إلا مثالاً آخر على لحاق تكنولوجيا اليوم بالتصاميم الخيالية التي تصوَّرها الناس للمستقبل منذ عقود مضت. ففي مسلسل الدمى التلفزيوني الشهير خلال ستينيات القرن الماضي، كانت المركبة "ثندربيرد 2" طائرة خضراء كبيرة تستخدم في مهمات الإنقاذ وتعمل أيضاً تحت الماء، ويقودها الطيار فيرجل تريسي.
أما الطائرة فالكري، فتعمل بالطاقة النفاثة وتضطلع بأدوار قتالية واستطلاعية، ويبلغ ثمنها نحو مليوني دولار، وهو مبلغ قليل إذا قيس بثمن الطائرات المقاتلة المأهولة، فالمقاتلة "إف 35" مثلاً تقترب تكلفتها من 80 مليون دولار.
من المتوقع أن يُحدِث الجمع بين الطائرات المأهولة وغير المأهولة تغييراً كبيراً في مسار الحروب الجوية. ويعوِّل البنتاغون على استغلال التكلفة المنخفضة لصواريخ فالكري في شنِّ هجمات متقدمة للتغلب على دفاعات العدو.
يُذكر أن الطائرة فالكري صُممت في الأصل للقوات الجوية الأمريكية، لكن البحرية الأمريكية تعاقدت على شراء طائرتين منها للمشاركة في برنامجها القائم على الجمع بين المقاتلات المأهولة وغير المأهولة. ومن المعروف أن كلاً من الصين وروسيا تعملان على تطوير برامج تتبنى المفهوم ذاته.