أمرت البحرية الملكية البريطانية، بفتح تحقيق عاجل في مزاعم إصلاح براغي مكسورة في غرفة مفاعل غواصة من طراز "HMS فانغارد"، بمادة لاصقة قوية، بعد اكتشاف هذه التصليحات "المعيبة" في أنابيب التبريد، على متن الغواصة بعد سقوط أحد البراغي أثناء عملية تفتيش، حسبما ذكرت صحيفة The Sun البريطانية.
وكانت المشكلة الأصلية أن البراغي تحطّمت نتيجة إحكام ربطها أكثر من اللازم، ولكن عوضاً عن استبدالها بأخرى جديدة، عمد العاملون في شركة بابكوك Babcock، المتعاقدة مع البحرية، إلى تثبيتها بمادة لاصقة.
تقديم ضمانات
بدوره، أمر وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، بعقد اجتماع مع ديفيد لوكوود، الرئيس التنفيذي لشركة بابكوك "لمنحه ضمانات لأي عمل في المستقبل" على متن الغواصة.
فيما قالت وزارة الدفاع إن هذه المشكلة ناجمة عن "عمل تم في الماضي"، في حوض سفن جاف في قاعدة HMNB Devonport، وإنه "أبلغ عنه وأُصلح في الحال".
وقال مصدر بالبحرية الملكية لصحيفة "التايمز" البريطانية، إن آثار تحطم هذه البراغي "ثانوية"، ولن تؤدي إلى كارثة نووية، لأن المفاعل لم يكن نشطاً، والغواصة كانت قيد الصيانة.
لكن المصدر شدّد على أن البحرية تفرض "معايير مُطلقة" في السلامة النووية، بينما أضاف المصدر أن الإصلاحات السريعة غير المتقنة قد تؤدي إلى أخطاء أشد خطورة، وقال: "المسألة مسألة مبدأ، أكثر من تأثير البراغي على عنصر عزل".
مواد محظورة
يشار إلى أن بروتوكولات السلامة النووية تحظر استخدام المادة اللاصقة سريعة المفعول (السوبرغلو) في الغواصات، لأسباب تتعلق بالتسمم. ويُعتقد أن مادة لاصقة أخرى استُخدمت لتثبيت البراغي.
في السياق، علمت صحيفة التايمز، أن الحكومة تنتظر من الشركة أن تجري تحقيقاً لتعرف كيف حدث هذا الخطأ بالضبط، ومَن المسؤول عنه، في حين قال متحدث باسم بابكوك: "أي مشكلة تتعلق بالجودة تُسبب لنا إحباطاً هائلاً، لكن عمليات التفتيش القوية التي نجريها مكّنتنا من اكتشاف هذه المشكلة، واتخذنا إجراءات فورية لحلها".
وأضاف: "تظل السلامة أهم أولوياتنا، ويمكننا التأكيد على أن السلامة لم تتأثر بهذا العمل. وسنُواصل العمل عن كثب مع عملائنا، مثلما فعلنا خلال هذه البرامج الحساسة والمعقدة".
وتعمل غواصات فانغارد بالطاقة البخارية، وتحول مفاعلاتها الماء إلى بخار لتشغيل المحركات وتوليد الكهرباء. وهي مزودة بنظام سونار شديد الحساسية، يمكنه اكتشاف السفن من مسافة تزيد عن 50 ميلاً.
ومهمة هذه الغواصات حمل صواريخ ترايدنت النووية، التي تصفها البحرية الملكية على موقعها الإلكتروني بأنها "أقوى سلاح ردع بريطاني".
وغواصات فانغارد مسلحة أيضاً بطوربيدات سبيرفيش، التي هي عبارة عن مقذوفات بحرية تزن طنين، ويمكنها تفجير غواصات أو سفن العدو.