تتفوق أعداد الأشخاص الأقل من 40 عاماً في إنجلترا وويلز الذين لا يعتنقون أي دين على من يعتنقون المسيحية، وهي المرة الأولى التي تتراجع فيها الديانة السائدة في المملكة المتحدة إلى المرتبة الثانية في أي فئة عمرية، وفق ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية، الإثنين 30 يناير/كانون الثاني 2023.
يُتوقع أن تثير هذه النتائج الصادمة -التي تظهر أيضاً أن أكثر من 50% من العشرينيين لا يعتنقون ديناً، مقارنة بنسبة تقل عن 37% قبل عقد من الزمن- جدلاً حول "الصلوات المسيحية اليومية" في المدارس الحكومية، ودور كنيسة إنجلترا في البرلمان.
تراجع مكانت المسيحية
خلال العقدين الماضيين، حين طرح مكتب الإحصاءات الوطنية البريطاني (ONS) السؤال الطوعي عن الدين، احتلت المسيحية المرتبة الأولى في جميع الفئات العمرية.
لكن في تغيير شبه كامل للمشهد قبل عقد من الزمن، بلغ عدد المسيحيين الذين تقل أعمارهم عن 40 عاماً 9.8 مليون مسيحي، فيما وصل عدد من لا يعتنقون أي دين إلى 13.6 مليون شخص.
قال نشطاء إن هذه الأرقام "تؤكد أن المملكة المتحدة ينتظرها مستقبل لا ديني"، وطالبوا الحكومة بتعديل السياسة العامة و"إعادة دراسة مكانة الدين أو المعتقد في مجتمع اليوم".
بينما قالت آبي داي، أستاذة العرق والدين والثقافة في جولدسميثز بجامعة لندن: "المسيحية تتراجع بسرعة لأن الأجيال تتغير. فجيل طفرة المواليد وجيل الألفية والجيل زد جميعها تبتعد عن المسيحية".
فيما قال مكتب الإحصاءات الوطنية: "تقدُّم أعمار من يعتنقون المسيحية وتناقص أعدادهم في الفئات العمرية الأصغر، كلاهما عاملان ساهما في هذا التراجع".
كما أظهرت أرقام الإحصاء التي نُشرت في ديسمبر/كانون الأول أن إنجلترا لم تعد دولة ذات أغلبية مسيحية، وكان العامل الأكبر وراء ذلك نمو اتجاه "اللا دين".
ارتفاع أعداد السكان المسلمين
هذا النمو يتجاوز نظيره في أعداد السكان المسلمين، التي ارتفعت من 2.7 مليون شخص إلى 3.9 مليون خلال 10 سنوات.
إذ تظهر أحدث البيانات، التي تتعمق في التكوين الديني لإنجلترا وويلز حسب العمر والنوع، أن أغلب من لا يعتنقون الأديان ينتمون للفئة العمرية 27 عاماً، حيث لا يؤمن أكثر من نصفهم بأي إله.
أما الجزء الأكبر من المسيحيين فينتمون للفئة العمرية 89 عاماً، حيث يعتنق 8 من كل 10 أشخاص في هذه الفئة الدين المسيحي.
فيما ارتفع متوسط عمر من يعتنقون المسيحية من 45 عاماً عام 2011 إلى 51 عاماً عام 2021. ولكن حتى الأجيال الأكبر سناً، الذين ترتفع احتمالية اعتناقهم للمسيحية أكثر من عدم اعتناقهم ديناً، قد تراجعت نسبتهم العقد الماضي.
حيث يبلغ متوسط الفئة عمرية لأتباع الإسلام 27 عاماً، وهي الأصغر، تليها فئة من "لا دين لهم"، بعمر 32. وارتفع متوسط عمر السيخ والهندوس (37) والبوذيين (43) أيضاً، لكن المسيحيين هم الأكبر سناً حتى الآن، بـ51 عاماً في المتوسط.
أما متوسط عمر من يعتنقون اليهودية -41 عاماً- فلم يتغير، والفئة العمرية للأشخاص الذين يتبعون هذا الدين موزعة بالتساوي بين عموم السكان.
من بين ديانات الأقليات المسموح بتسجيلها في نماذج التعداد، كان متوسط عمر عبدة الشيطان 30 عاماً، والشامان 37، والويكيين 39، والسينتولوجيين 45، والدرويديين 53، والمفكرين الأحرار 58. وكانت نسبة النساء اللائي يعتنقن المسيحية والبوذية أعلى من الرجال.