قال وزير الخارجية الصيني، تشين جانغ، مساء الإثنين 30 يناير/كانون الثاني 2023، إن بلاده لديها رغبة في عمل منطقة تجارة حرة بين الصين ومنطقة الخليج "في أقرب وقت ممكن"، مبدياً رغبته في تقوية الروابط الاقتصادية مع السعودية، فيما اعتبرت الرياض أن العلاقات مع بكين أمر مهم.
جاء اقتراح تشين، الذي تم تعيينه في منصب وزير الخارجية، في ديسمبر/كانون الأول 2022، خلال محادثة هاتفية مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، وفقاً لما أوردته وكالة رويترز.
بيان للخارجية الصينية، نقل عن الوزير جانغ قوله إن بكين تقدر تقديراً كبيراً دعم المملكة القوي والراسخ، فيما يتعلق بالقضايا ذات الصلة بالمصالح الصينية الأساسية، وأضاف جانغ أنه يتعين على الجانبين توسيع نطاق التعاون بشكل أكبر في الاقتصاد والتجارة والطاقة والبنية التحتية والاستثمار والخدمات المالية والتكنولوجيا القائقة.
إلى جانب ذلك، ضغط جانغ من أجل مواصلة تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين بكين والخليج، وبناء "منطقة التجارة الحرة بين الصين والخليج في أقرب وقت ممكن".
من جانبه، قال الأمير فيصل، إن السعودية تعتبر العلاقات مع بكين ركيزة أساسية للعلاقات الخارجية، وإن السعودية تحترم تماماً مبدأ الصين الواحدة، بحسب بيان وزارة الخارجية الصينية.
يأتي الاتصال الهاتفي بعد شهرين من قمة صينية خليجية عربية، عُقدت في ديسمبر/كانون الأول 2022 بالرياض، وجاءت بعد نحو 3 أشهر من أخرى أمريكية عربية شارك فيها الرئيس الأمريكي جو بايدن، ووسط تباينات بين واشنطن والرياض بشأن أسعار النفط.
آنذاك، وقّع العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، والرئيس الصيني شي جين بينغ، اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، وأكد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، في مؤتمر صحفي وقتها، أن الشراكة مع بكين لا تستهدف نظيرتها مع الولايات المتحدة.
تُعد بكين الشريك التجاري الأول لدول مجلس التعاون الخليجي، حيث بلغ حجم النشاط الاقتصادي الثنائي بين دول المجلس، وثاني أكبر اقتصاد في العالم 180 مليار دولار عام 2020، وفقاً لما ذكره موقع Middle East Eye البريطاني.
كان الطرفان قد طرحا فكرة إبرام اتفاقية تجارة حرة لأول مرة عام 2004، لكن المحادثات تعثرت لسنوات.
يرى محللون أنه "من المعقول أن تعزز دول الخليج علاقاتها مع بكين، في وقت تقلل فيه واشنطن اعتمادها على واردات الطاقة الخليجية".
في هذا السياق، كانت صحيفة The Times البريطانية قد نقلت عن يين غانغ، الباحث في معهد دراسات غرب آسيا وإفريقيا بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية قوله: "خاصة بعد أن وقعت بكين اتفاقية مدتها 25 عاماً مع إيران عام 2021 لتعزيز التعاون الشامل، يشعر أعضاء مجلس التعاون الخليجي بأنه من الضروري توطيد العلاقات مع بكين، من خلال توقيع معاهدات ووثائق أيضاً".
تضيف الصحيفة أنه رغم أنها ستكون صدمة إذا حلت بكين محل الولايات المتحدة في هيمنتها على واردات الأسلحة الخليجية، فاستراتيجية الصين المعلنة للمنطقة تتضمن تعهداً بالعمل على توثيق التعاون العسكري.
من جانبها، تريد بكين من وراء تقوية علاقتاتها بدول الخليج، أن تضمن استقرار إمداداتها من الطاقة.
يُذكر أن بكين سعت خلال السنوات الأخيرة لتعزيز علاقاتها مع دول الخليج، وفي العام 2014، تعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ بمضاعفة المبادلات التجارية مع المنطقة بحلول العام 2023.