وصف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري ميدفيديف، وزيرة خارجية ألمانيا، أنالينا بيربوك، بـ"الحمقاء المفيدة"، بعد تصريحها بأن أوروبا في حالة "حرب مع روسيا"، وذلك في وقت تشهد فيه العلاقات بين موسكو وبرلين مزيداً من التوتر، بسبب موافقة ألمانيا على تسليح أوكرانيا بدبابات ترى كييف أن حصولها عليها سيساعدها في صد القوات الروسية.
جاء ذلك في تغريدة كتبها ميدفيديف على حسابه في تويتر، وقال: "عبارة جذابة: نحن في حالة حرب ضد روسيا، وليس ضد بعضنا البعض. أليس الأمر جيداً عندما تكون وزيرة خارجية ألمانيا حمقاء تماماً ومفيدة بهذا الشكل؟"، بحسب تعبيره.
تأتي تغريدة ميدفيدف – وهو رئيس سابق لروسيا – رداً على وزيرة الخارجية الألمانية، التي استخدمت هذه العبارة في جلسة يوم الأربعاء، 25 يناير/كانون الثاني 2023، للجمعية البرلمانية للمجلس الأوروبي في مدينة ستراسبورغ.
بيربوك، المنتمية إلى حزب الخضر، قالت في الجلسة: "نحن (أوروبا) نخوض حرباً ضد روسيا وليس ضد بعضنا البعض"، وهو تصريح اعتبره البعض زلة لسان أوقعت فيها الوزيرة بلادها في مأزق.
طالبت بيربوك بفعل المزيد فيما يتعلق بالدبابات، وقالت "لكن الشيء الأهم هو أن نفعل ذلك معاً وألا نلقي اللوم على بعضنا البعض في أوروبا".
استدعى تصريح وزيرة الخارجية الألمانية توضيحاً من برلين، حيث قالت وزارة الخارجية، الخميس، 26 يناير/كانون الثاني 2023، إن تقديم الدعم لكييف لا يعني أن ألمانيا طرفاً في الصراع في أوكرانيا.
كذلك طلبت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، الجمعة، 27 يناير/كانون الثاني 2023، من السفير الألماني القدوم إلى موسكو لتوضيح وضع ألمانيا فيما يتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية، بسبب تصريحات بيربوك.
تأتي تصريحات الوزيرة الألمانية لتزيد التوتر بالعلاقات بين روسيا وألمانيا، لا سيما بعد أن أعلنت الأخيرة يوم الأربعاء، 25 يناير/كانون الثاني 2023، أنها سترسل دباباتها ليوبارد2 إلى أوكرانيا، متجاوزة بذلك إحجامها عن إرسال أسلحة ثقيلة تعتبرها أوكرانيا ضرورية لهزيمة القوات الروسية، وهي خطوة اعتبرتها موسكو استفزازاً خطيراً.
في سياق متصل، قال ميدفيديف في بيان منفصل على حسابه في "تليغرام"، وتعليقاً على دعوات من بريطانيا لإرسال كل الأسلحة الموجودة تحت تصرف حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى أوكرانيا، "إن حماية أوكرانيا لن تنقذ العالم القديم المتهالك من العقاب".
أضاف ميدفيديف أنه في "حالة نشوب حرب عالمية ثالثة، فإنها لن تكون على الدبابات أو حتى الطائرات. بالطبع حينها سيتحول كل شيء إلى غبار".
كان ميدفيديف قد لوّح في ديسمبر/كانون الأول 2022، إلى احتمال نشوب حرب عالمية ثالثة، وقال إن الترسانة النووية الروسية والقواعد التي وضعتها موسكو لاستخدامها هما العاملان الوحيدان اللذان يمنعان الغرب من بدء حرب ضد روسيا.
أكد ميدفيدف أيضاً أن العالم على شفا حرب عالمية ثالثة، وكارثة نووية، إذا لم تحصل موسكو على ضمانات أمنية تناسبها، وقال في مقال نُشر بصحيفة روسيسكايا جازيتا: "هل الغرب مستعد لشن حرب شاملة ضدنا، بما في ذلك حرب نووية، من خلال كييف؟".
كذلك أوضح ميدفيدف أن موسكو ستواصل حربها في أوكرانيا حتى يتم إسقاط "النظام المثير للاشمئزاز شبه الفاشي" في كييف، بحسب تعبيره، وحتى تصبح البلاد منزوعة السلاح تماماً.
يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا تبعها رفض دولي وعقوبات اقتصادية على موسكو، وتشترط روسيا لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.