قالت صحيفة " The Wall Street Journal" الأمريكية، الأحد 29 يناير/كانون الثاني 2023، إن الهجوم الذي تعرض له مصنع عسكري قرب مدينة أصفهان بوسط إيران خلال ليلة الأحد، نفذته إسرائيل.
ووقع انفجار قوي بمصنع عسكري قرب مدينة أصفهان بوسط إيران خلال الليل، فيما وصفته طهران بأنه هجوم بطائرات مسيرة، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها بشكل رسمي، عن الانفجار الذي وقع وسط تصاعد للتوتر مع الغرب، بسبب ملف إيران النووي وتزويدها لروسيا بالأسلحة في حربها مع أوكرانيا.
وقال مسؤولون إيرانيون إن الدفاعات الجوية الإيرانية صدت محاولة هجوم من قبل ثلاث طائرات رباعية صغيرة استهدفت مصنعاً للذخيرة في مدينة أصفهان، بجوار موقع تابع لمركز أبحاث الفضاء الإيراني.
وقالت إيران إن دفاعاتها الجوية أسقطت إحدى الطائرتين المسيرة بينما انفجرت الطائرتان الأخريان فوق المستودع، مما تسبب في أضرار طفيفة في السقف، فيما وصف وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الانفجار بأنه ضربة جبانة.
الضربة هي أول هجوم معروف نفذته إسرائيل في ظل الحكومة الائتلافية اليمينية المتطرفة الجديدة بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
تأتي الضربة الإسرائيلية الأخيرة في الوقت الذي يناقش فيه مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون طرقاً جديدة لمكافحة عمليات إيران المزعزعة للاستقرار، بما في ذلك تعميق تعاونها العسكري مع روسيا.
وكان الهدف الرئيسي لضربة يوم السبت هو مستودع يقع خلف مركز تجاري في أصفهان، قالت إيران إنه مخزن ذخيرة. أظهر مقطع فيديو للانفجار نشره شهود على وسائل التواصل الاجتماعي انفجاراً صغيراً فوق مبنى بدا أنه تسبب في أضرار طفيفة.
أظهرت صور الأقمار الصناعية التي تم نشرها يوم الأحد أضراراً طفيفة للمبنى، وقال رونين سولومون، محلل استخباراتي مستقل ومؤلف مدونة Intelli Times، إن الحجم الصغير للانفجار يشير إلى أن الهدف لم يكن مخزناً للذخيرة. وبدلاً من ذلك، قال: ربما كان مختبراً أو موقعاً لوجستياً عسكرياً.
مصنع عسكري في أصفهان
وقالت وزارة الدفاع الإيرانية في بيان بثه التلفزيون الرسمي: "في حوالي الساعة 23:30 بالتوقيت المحلي مساء السبت تم تنفيذ هجوم فاشل باستخدام طائرات مسيرة على أحد مجمعات الصناعات الدفاعية التابعة للوزارة".
وأضاف بيان الوزارة: "أصاب الدفاع الجوي واحدة من (الطائرات المسيرة).. ووقعت الطائرتان الأخريان في فخاخ دفاعية وانفجرتا. ولحسن الحظ لم يتسبب هذا الهجوم الفاشل في خسائر في الأرواح وألحق أضراراً طفيفة بسقف المصنع".
وتابع البيان: "الهجوم لم يؤثر على منشآتنا ومهماتنا.. ولن يكون لمثل هذه الإجراءات العمياء تأثير على استمرار مسيرة تقدم البلاد".
في نبأ منفصل، ذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء في وقت مبكر من صباح الأحد أن حريقاً هائلاً نشب في مصنع لزيوت المحركات في منطقة صناعية قرب مدينة تبريز في شمال غرب البلاد. ولم تذكر الوكالة تفاصيل عن سبب الحريق.
واتهمت إيران من قبل عدوتها إسرائيل بالتخطيط لشن هجمات باستخدام عملاء داخل إيران.
الصراع على الملف النووي
وتقع الكثير من المواقع النووية الإيرانية في إقليم أصفهان من بينها نطنز الذي يقع في قلب برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني. واتهمت إيران غريمتها إسرائيل بتنفيذ عملية تخريبية في هذا الموقع في 2021. ووقع عدد من الانفجارات والحرائق حول منشآت عسكرية ونووية وصناعية إيرانية في السنوات القليلة الماضية.
وأصيبت المحادثات بين طهران والقوى العالمية لإحياء الاتفاق النووي الموقع في 2015 بالجمود منذ سبتمبر/أيلول. وكانت إيران قد وافقت بموجب ذلك الاتفاق على أن تحد من عملها النووي مقابل تخفيف العقوبات. وانسحبت واشنطن من الاتفاق في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.
فيما اعترفت إيران بإرسال طائرات مسيرة إلى روسيا، لكنها تقول إنها وصلتها قبل أن تبدأ موسكو غزو أوكرانيا العام الماضي. وتنفي موسكو استخدام قواتها طائرات مسيرة إيرانية في أوكرانيا، رغم إسقاط عدد منها وانتشال بقاياه هناك.
كما تواجه طهران اضطرابات داخلية في الأشهر القليلة الماضية، إذ قابلت السلطات الإيرانية احتجاجات واسعة النطاقة مناهضة للحكومة بالعنف والقمع وهي مظاهرات خرجت بعد وفاة شابة كردية إيرانية، وهي رهن احتجاز شرطة الأخلاق التي أوقفتها بسبب ما قالت عن مخالفتها لقواعد الملبس في البلاد.