دعت وزارة الخارجية التركية في بيان رسمي لها، السبت 28 يناير/كانون الثاني 2023، رعاياها في الدول الأوروبية والولايات المتحدة والراغبين في السفر إليها لاتخاذ تدابير الحيطة والحذر، على خلفية تصاعد الهجمات ذات الطابع المعادي للأجانب والعنصري والديني المتعصب.
حيث أكدت الخارجية التركية، في بيان، رصدها لتصاعد معاداة الإسلام والأجانب والحوادث ذات الطابع العنصري، وكذلك المظاهرات لمجموعات مناصرة للتنظيم الإرهابي التي تستهدف تركيا في بعض الدول الأوروبية؛ وهي ألمانيا وبلجيكا وفرنسا وإسبانيا والسويد وإيطاليا. واعتبرت الخارجية أن الأحداث الأخيرة تعكس مدى خطورة مستوى التعصب الديني والكراهية في أوروبا، وأن التيارات العنصرية في أوروبا بلغت مستويات تبعث على القلق.
مطالب للأتراك بالابتعاد عن أماكن التظاهر في أوروبا
في حين طالبت الخارجية التركية رعاياها في الدول الأوروبية ومواطنيها الراغبين في السفر، باتخاذ كافة التدابير والابتعاد عن مناطق المظاهرات والتواصل مع السلطات الأمنية المحلية، وضبط النفس حيال أي اعتداء محتمل ذي طابع عنصري ومعادٍ للأجانب.
كما دعتهم إلى متابعة البيانات والتحذيرات التي ستعلن عنها السفارات والقنصليات التركية في العواصم والمدن الأوروبية.
في بيان آخر، ذكرت الخارجية رصد اعتداءات لفظية وجسدية ذات طابع عنصري ومعادٍ للأجانب بعد المظاهرات التي خرجت في عموم الولايات المتحدة، إثر تعرض شخص يدعى "تاير نيكولز" لعنف الشرطة وموته لاحقاً.
كما دعت رعاياها في الولايات المتحدة ومواطنيها الراغبين في السفر إليها، لاتخاذ التدابير اللازمة، والابتعاد عن مناطق المظاهرات، والتواصل مع السلطات الأمنية المحلية، وضبط النفس حيال أي اعتداء عنصري ومعادٍ للأجانب محتمل.
في حين دعتهم إلى متابعة البيانات والتحذيرات اللاحقة الصادرة عن الأمن الأمريكي ووزارة الخارجية التركية وسفاراتها في واشنطن وقنصلياتها في الولايات الأمريكية.
استنكار تركي لحرق المصحف في السويد
يأتي ذلك بعد أيام قليلة من استنكار وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، سماح السلطات السويدية لمتطرف بإحراق نسخة من المصحف في ستوكهولم، وأكد أن مثل هذه الجرائم لا تندرج في إطار حرية الفكر والتعبير. جاء ذلك في تصريحات صحفية، عقب لقائه عدداً من رجال الأعمال في قضاء مانافغات بولاية أنطاليا جنوبي تركيا.
حيث لفت إلى مسارعة تركيا لاتخاذ الخطوات اللازمة فور علمها بسماح السلطات السويدية لزعيم حزب "الخط المتشدد" الدنماركي اليميني المتطرف راسموس بالودان، بحرق نسخة من المصحف الشريف أمام مبنى سفارة أنقرة في ستوكهولم.
أشار تشاووش أوغلو إلى استدعاء الخارجية التركية السفير السويدي لدى أنقرة إلى مقر الوزارة وتوجيه التحذيرات اللازمة له. كما لفت إلى أن السفير التركي لدى ستوكهولم يونات جان تزل، تحدث بشكل مباشر مع وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم بهذا الخصوص.
جرائم العنصرية ليست حرية رأي
كما أكد أن جرائم الكراهية والعنصرية لا تندرج في إطار حرية الفكر والتعبير، سواء وفق القوانين السويدية أو قرارات مجلس أوروبا أو المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
قال تشاووش أوغلو: "لا يسمحون بحرق كتب أديان أخرى، لكن عندما يتعلق الأمر بالقرآن الكريم ومعاداة الإسلام يتذرعون فوراً بحرية الفكر والتعبير".
جدير بالذكر أن السلطات السويدية سمحت لزعيم حزب "الخط المتشدد" الدنماركي اليميني المتطرف راسموس بالودان، بحرق نسخة من المصحف الشريف أمام مبنى السفارة التركية في ستوكهولم.
فيما ذكرت إدارة شرطة ستوكهولم الجمعة، للأناضول، أن بالودان حصل على الإذن بتنظيم مظاهرة قرب السفارة التركية في ستوكهولم .