“يهددونهم بالرمي من النوافذ”! الكشف عن إساءات يتعرض لها أطفال لاجئون دون ذويهم في بريطانيا

عربي بوست
تم النشر: 2023/01/29 الساعة 08:17 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/01/29 الساعة 08:18 بتوقيت غرينتش
مهاجرون يصلون إلى بريطانيا/ getty images

يتعرض اللاجئون الأطفال المقيمون في أحد الفنادق التي تديرها وزارة الداخلية البريطانية، للتهديد والإساءات العنصرية من موظفي الفندق، وفق ما كشفه مصدر من داخل أحد الفنادق لصحيفة The Guardian البريطانية، السبت 28 يناير/كانون الثاني 2023.

المصدر، الذي عمل في فندق برايتون لأكثر من عام، أوضح أن هذه البيئة المشحونة بـ"الإساءة النفسية" تدفع عشرات الأطفال، الذين قدموا إلى المملكة المتحدة دون ذويهم، إلى الخروج للشوارع والوقوع في أيدي المجرمين.

كما زعم أن بعض اللاجئين الأطفال في فندق برايتون يُهدَّدون أيضاً برفض طلبات لجوئهم لو أنهم "أساءوا التصرف"، فيما يُعاقب آخرون بالحبس في الفندق عدة أيام.

"يهددونهم بالإلقاء من النوافذ"

بينما قال المصدر، الذي كشف عن هذه المعلومات بعد اتهامه مسؤولي وزارة الداخلية بتجاهل شكواه، لصحيفة The Observer: "سمعت موظفين يهددون بإلقاء الأطفال من النافذة ويسخرون من اختفائهم".

أضاف أنه عند الإبلاغ عن حالات سلوكيات غير لائقة يأتي بها الموظفون، لا يتخذ الفندق أي إجراء واضح، وهو واحد من سبعة فنادق تديرها وزارة الداخلية لرعاية الأطفال المنفردين من طالبي اللجوء.

كما قال: "كانوا يتلفظون بعبارات معادية للأجانب، مثل: (عُد إلى بلدك اللعين). وسمع أحدهم موظفاً كبيراً يدعو طفلاً بالـ(الإرهابي اللعين)". وأضاف المصدر أن الموظفين يتحدثون من حين لآخر عن اختطاف الأطفال من الشوارع القريبة، وأن استهدافهم معروف للجميع.

حسب مصدر الصحيفة البريطانية: "سمعنا أحاديث عن أولاد يُخطفون، وأن صبياً اختطفته سيارة، وأشياء من هذا القبيل. لقد اختفوا، والفندق غير آمن. فالجميع يعلمون أن هذا المكان مخصص لطالبي اللجوء الضعفاء، ولذلك أصبح هدفاً".

اللاجئون الأطفال يخشون المهربين

أضاف المصدر أن معظم الأطفال في الفندق عرضة للاستغلال، فمعظمهم يدينون بالمال ويتواصلون مع المهربين الذين رتَّبوا عبورهم بقاربهم الصغير من فرنسا.

كما قال: "يدينون بأموال كثيرة هناك لمن أخرجوهم من كاليه. وعليهم سداد هذه الأموال في أسرع وقت ممكن. والمهرِّب يكون على صلة بأشخاص يمكنهم، مثلاً، إيجاد عمل لهم في لندن".

حسب المصدر فإن جودة الطعام الذي يقدَّم للأطفال في الفندق سيئة بدرجة تجعلهم يرغبون في الرحيل. 

فغالباً ما تكون المنتجات قديمة، وبعضها يعود تاريخه إلى مارس/آذار عام 2021، أي قبل أربعة أشهر من بدء فندق برايتون في استقبال الأطفال غير المصحوبين بذويهم.

ممنوعون من الخروج

من العوامل الأخرى التي تدفع الأطفال إلى الخروج من الفندق "برامج السلامة" التي تهدف إلى منع الأطفال من الفرار، لكنها تأتي بنتائج عكسية. 

إذ إن الأطفال الذين يشملهم برنامج سلامة- أي من تقرَّر أنهم الأكثر عرضة للاتجار بهم- يتابعهم الموظفون كل ساعة؛ ليتأكدوا من وجودهم في غرفهم. وقال المصدر مستدركاً: "لكن هذا حرمهم النوم، كان أشبه بالتعذيب. ونسبة كبيرة من هؤلاء الأطفال رحلوا، لأنهم لم يتمكنوا من النوم".

حيث قال المصدر إن الموظفين يحبسون الأطفال داخل الفندق بشكل تعسفي رغم عدم قانونية ذلك. وقال: "كانوا يقولون: (خرجت أمس، ولا يمكنك الخروج اليوم). ويجعلونهم يتصورون أنه لا يُسمح لهم بالخروج".

تحميل المزيد