توجهت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني إلى طرابلس، السبت 28 يناير/كانون الثاني 2023، حيث من المتوقع أن تبرم صفقة غاز كبيرة تهدف إلى تعزيز إمدادات الطاقة إلى أوروبا على الرغم من تدهور الوضع الأمني والفوضى السياسية في ليبيا.
وتجتمع ميلوني بمحمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي الليبي المؤلف من ثلاثة أعضاء، ورئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية المعترف بها دولياً في طرابلس.
بحسب التصريحات التي أدلى بها رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط فرحات بن قدارة الأسبوع الماضي، فإن الصفقة ستشمل ثمانية مليارات دولار لإنتاج ما يصل إلى 850 مليون قدم مكعبة يومياً من الغاز البحري من البحر المتوسط، ولكن يرفض البرلمان الليبي وفصائل مسلحة رئيسية شرعية حكومة الدبيبة، ما يثير مخاوف من اندلاع جولة جديدة من الصراع بعد سلام نسبي استمر أكثر من عامين.
وسعت الدول الأوروبية بشكل متزايد خلال العام الماضي إلى تبديل الغاز الروسي بإمدادات الطاقة من شمال إفريقيا وأماكن أخرى بسبب الحرب في أوكرانيا، واتخذت إيطاليا بالفعل زمام المبادرة بالحصول على الغاز من الجزائر، وأقامت شراكة استراتيجية جديدة هناك تشمل الاستثمار لمساعدة شركة الطاقة الحكومية سوناطراك على وقف تراجع في الإنتاج استمر لسنوات.
فيما قد يتم تقويض أي اتفاقات تُبرم في طرابلس بسبب الصراع الداخلي في ليبيا، الذي قسّم البلاد بين فصائل تتنافس للسيطرة على الحكومة وترفض مطالبات بعضها البعض بالشرعية السياسية.
وفي مؤشر على الانقسامات السياسية في ليبيا، رفض وزير النفط بحكومة الدبيبة، محمد عون، أي صفقة تبرمها المؤسسة الوطنية للنفط مع إيطاليا، وقال في مقطع فيديو على موقع الوزارة على الإنترنت إن مثل هذه الاتفاقات يجب أن تعقدها الوزارة.
وعيّن الدبيبة رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، بن قدارة، العام الماضي، وجرى تشكيل حكومة الدبيبة المؤقتة في عام 2021 من خلال عملية تدعمها الأمم المتحدة.
يأتي هذا بعد أن أعلن البرلمان في الشرق والفصائل الداعمة له في أوائل العام الماضي، أن الحكومة لم تعد شرعية، ورفضوا تعيين بن قدارة والصفقات التي تبرمها طرابلس مع دول أجنبية.
فيما أدت الفوضى في ليبيا منذ انتفاضة 2011 التي دعمها حلف شمال الأطلسي وأطاحت بمعمر القذافي، إلى ترك معظم البلاد في أيدي فصائل مسلحة. وتم نشر مهمة عسكرية إيطالية صغيرة في ليبيا منذ عدة سنوات.
وتسبب تدهور الأمن وانعدام القانون في جعل ليبيا طريقاً رئيسياً، ولكنه خطير، للمهاجرين الساعين للوصول إلى أوروبا، عبر جزيرة لامبيدوسا الإيطالية في كثير من الأحيان. ويلقى مئات المهاجرين حتفهم كل عام أثناء محاولتهم القيام بتلك الرحلة.
ووضعت ميلوني التعامل مع الهجرة غير الشرعية بنداً رئيسياً في أجندة حكمها، وأثارت هذه القضية خلال زيارتها للجزائر ومصر. ورافقها وزير الداخلية الإيطالي ماتيو بيانتيدوزي، الذي يشرف على الكثير من إجراءات قضية الهجرة، إلى ليبيا.