تُظهر صور من الأقمار الصناعية المكان الذي هاجمه الشاب الفلسطيني، خيري علقم، في مدينة القدس، الجمعة، 27 يناير/كانون الثاني 2023، والذي أدى إلى مقتل 7 إسرائيليين، قبل أن تقتل الشرطة منفذ العملية، التي عرّضت الحكومة الإسرائيلية الجديدة إلى سيل من الانتقادات من قِبل إسرائيليين، اتهموها بالفشل الأمني.
"عربي بوست" حددت مكان الهجوم على الكنيس المعروف بـ"كنيس عيتارات أفراهام"، ويقع في مستوطنة "النبي يعقوب"، أو "نيفيه يعقوب"، التي تبعد نحو 8.5 كيلومتر عن قلب مدينة القدس.
وصل منفذ العملية إلى المكان في الساعة 20:15 من مساء الجمعة، وبحسب تصريحات نقلتها صحيفة "يديعوت أحرنوت" عن الشرطة الإسرائيلية، فإن الشاب علقم أطلق النار على بُعد 100 متر من تجمع مستوطنين عند الكنيس، ثم واصل التقدم نحوه وأطلق النار على المارة.
وسائل إعلام إسرائيلية كانت قد أشارت إلى أن منفذ العملية انطلق من شعفاط، التي تبعد عن مكان الهجوم بنحو 13 كيلو متراً، بحسب الرواية الإسرائيلية، ووفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية عن وسائل إعلام.
تُظهر صور نشرتها وكالات أنباء ووسائل إعلام إسرائيلية سقوط قتلى من المستوطنين على مسافة قريبة من الكنيس، كما تُظهر صور دراجة نارية مرمية على الأرض، فيما قالت الشرطة إن منفذ الهجوم أطلق النار على رجلين كانا على دراجة نارية.
واشتكى إسرائيليون، في حديثهم إلى وسائل إعلام، من تأخر الشرطة الإسرائيلية في الوصول إلى المكان، وقال أحد السكان، يعيش في موقع الهجوم، إن الشرطة لم تأتِ إلا بعد 20 دقيقة.
من خلال البحث عبر خرائط "جوجل" يظهر مقر للشرطة على بُعد نحو 650 متراً، ويحتاج الوصول من مقر الشرطة إلى مكان الهجوم نحو دقيقتين.
من جانبها، ادعت الشرطة الإسرائيلية في ردها على الانتقادات، فيما أنه حين وصل إليها البلاغ، تحركت فوراً، وبعد 5 دقائق قامت بإصابة المنفذ.
لكن صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، نقلت عن مسؤول في شرطة القدس، قوله إن منفذ العملية ركب سيارته بعد إطلاق النار وتوجه إلى بلدة بيت حنينا، وهي منطقة تبعد عن موقع الهجوم نحو 3 كيلومترات، ما يجعل رواية الشرطة ضعيفة، لأن المنفذ استغرق وقتاً في تنفيذ الهجوم الذي شنّه مشياً على الأقدام (بحسب روايات إسرائيليين)، ومن ثم ركوبه سيارته، وبعدها التوجه إلى بلدة بيت حنينا.
أثار هذا الهجوم صدمة لدى الإسرائيليين، واعتبره البعض فشلاً لحكومة بنيامين نتنياهو الجديدة، وإخفاقاً لدى وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي حمّله إسرائيليون مسؤولية عملية إطلاق النار بمدينة القدس، بحسب ما أوردته وكالة الأناضول.
صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، قالت إن "عشرات المستوطنين الغاضبين هاجموا بن غفير لفظياً أثناء وجوده في مكان تنفيذ العملية، وقالوا له: "هذه المجزرة حدثت في ظل ولايتك كوزير".
كذلك بيّن شريط مصور نشرته الصحيفة، أن الشرطة الإسرائيلية أخرجت بن غفير من المكان تحت حماية مشددة، بعد أن هاجمه المستوطنون، عندما ظهر في مكان وقوع الهجوم عند الكنيس، وتوجهوا إليه بكلمات تحمّله مسؤولية الهجوم.
في سياق متصل، أعلنت الشرطة الإسرائيلية، صباح السبت، 28 يناير/كانون الثاني 2023، رفع حالة التأهب في البلاد إلى أعلى مستوى، غداة مقتل 7 إسرائيليين في عملية إطلاق نار بالقدس الشرقية المحتلة، فيما اعتقلت 42 فلسطينياً خلال الساعات الأخيرة الماضية.
قناة "كان" التابعة لهيئة البث الرسمية، قالت إن "مفوض (قائد) الشرطة، يعقوب شبتاي، أمر برفع حالة التأهب إلى أعلى مستوى في أعقاب الهجوم"، وبموجب القرار، سيعمل عناصر الشرطة ابتداء من اليوم في نوبات 12 ساعة بدلاً من 8.
كذلك طلبت الشرطة الإسرائيلية من الجمهور الإبلاغ عن أي شخص أو غرض مشبوه على خطها الساخن.
في موازاة ذلك، أعلنت الشرطة في بيان، اعتقال 42 فلسطينياً في حي الطور بالقدس الشرقية من أقارب وأصدقاء منفذ عملية القدس، خيري علقم (21 عاماً)، الذي يُعد هجومه الأقوى في القدس منذ سنوات.