شيّع عشرات الآلاف من الفلسطينيين 9 شهداء سقطوا صباح الخميس، 26 يناير/كانون الثاني 2023، في مدينة جنين، شمالي الضفة الغربية، إثر عملية عسكرية "واسعة" لقوات الاحتلال الإسرائيلي على مدار 4 ساعات؛ ما تسبب باندلاع اشتباكات بينها وبين عشرات الفلسطينيين، ودمار كبير في المباني والممتلكات.
وانطلق الآلاف في موكب جنائزي "مهيب"؛ لتشييع جثامين "مجزرة جنين" ومخيمها، حاملين جثامين الشهداء الـ9 على الأكتاف، من أمام مستشفى جنين الحكومي في مسيرة جابت شوارع المدينة، فيما عمّ الإضراب الشامل كافة مناحي الحياة، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
أشارت الوكالة إلى أنه تم نقل جثامين الشهداء إلى برقين، واليامون، ومخيم جنين، لمواراتهم الثرى.
والشهداء هم: صائب عصام محمود ازريقي (24 عاماً) من مدينة جنين، وعز الدين ياسين صلاحات (26 عاماً)، وعبد الله مروان الغول، ووسيم أمجد جعص، والمسنّة ماجدة عبيد من مخيم جنين، ومعتصم أبو الحسن من اليامون، ومحمد محمود صبح، والشقيقين محمد ونور سامي غنيم من برقين.
وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل صوراً ومقاطع مصورة تُظهر جماهير غفيرة خرجت في تشييع جثامين الشهداء التسعة.
عملية عسكرية "واسعة"
وصباح الخميس، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم جنين بأعداد كبيرة ضمن عملية عسكرية "واسعة" على مدار 4 ساعات، في حين وصفت وزيرة الصحة الفلسطينية، مي الكيلة، في بيان صحفي، الوضع في مخيم جنين بأنه "حرج للغاية".
ومنعت قوات الاحتلال، خلال العملية، إجلاء جثث الشهداء ووصول فرق الإسعاف إليها، حيث أُعيقت مركبات الإسعاف من دخول المخيم لإنقاذ الجرحى، وسط قطع تام للتيار الكهربائي عن المخيم.
في حين كشف تقرير للأناضول، نقلاً عن سكان في جنين، أن المخيم شهد "معركة حقيقية" نفذها الجيش الإسرائيلي، استخدم خلالها الرصاص الحي والقذائف وطائرات مُسيّرة، ومركبات مصفحة؛ مما خلّف دماراً في البنية التحتية للمخيم، ودُمرت مبانٍ ومركبات.
ويبدو الدمار في كل مرافق المخيم، وشوهد عدد كبير من المركبات المدمرة في المخيم.
قصف عنيف
بدورها، تقول زاهدة السولمي (شاهدة عيان)، للأناضول: "في تمام الساعة السابعة، استفقنا على وجود قوة خاصة وصلت الى المخيم عبر مركبة ثلاجة نقل ألبان، وحاصرت منزلنا"، وأضافت: "القوة الإسرائيلية فتحت النار على المنزل، وأطلقت عدة صواريخ تجاهه".
السيدة التي وقفت مصدومة أمام منزلها إثر تعرّضه للدمار الكامل، تقول إن "الطواقم الطبية انتشلت 4 جثامين من داخل المنزل بعد انسحاب القوات الإسرائيلية".
وقال شهود عيان آخرون للأناضول إنهم شاهدوا جرافة عسكرية إسرائيلية تدهس بدمٍ باردٍ مركبة فلسطينية كان بداخلها مصاب.
اعتداء على مستشفى جنين
في سياق متصل، قالت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، إن عشرات المرضى أُصيبوا في مستشفى جنين الحكومي بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، الخميس، بينهم أطفال، خلال اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على المستشفى.
وأفادت وزارة الصحة بأن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع بشكل مباشر على مستشفى جنين الحكومي؛ ما أدى لإصابة عشرات المرضى بالاختناق.
وأفادت الوزارة بأن قوات الاحتلال اقتحمت مستشفى جنين الحكومي، وأطلقت بشكلٍ متعمَّد قنابل الغاز المسيل للدموع تجاه قسم الأطفال في المستشفى؛ ما أدى لإصابة أطفال بحالات اختناق.
ومنذ أشهر تشهد الضفة الغربية تصعيداً ملحوظاً في التوتر؛ جراء اقتحامات واعتقالات إسرائيلية تفجّر اشتباكات بين الجيش الإسرائيلي والمستوطنين من جهة، والفلسطينيين من جهة أخرى.