شدد مجلس الأمن القومي التركي على ضرورة أن تتصرف الدول الراغبة في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو" وفقاً لقانون الحلف وروحه، بحسب بيان صادر عن المجلس، عقب اجتماع بحضور الرئيس رجب طيب أردوغان، الأربعاء 25 يناير/كانون الثاني 2023.
يأتي ذلك بعد يوم من تأجيل أنقرة اجتماعاً مع السويد وفنلندا "إلى موعد لاحق" بشأن انضمامهما إلى الناتو، كان من المقرر عقده في فبراير/شباط المقبل، بحسب ما نقله التلفزيون الرسمي التركي "TRT"، الثلاثاء 24 يناير/كانون الثاني، عن مصادر دبلوماسية لم يسمّها.
في السياق أشار بيان "القومي التركي" إلى ضرورة أن تفي السويد وفنلندا عبر خطوات ملموسة، بالتزاماتهما النابعة عن مذكرة التفاهم الثلاثية "بشأن مكافحة التنظيمات الإرهابية".
ولفت إلى أن تركيا تدعم سياسة الباب المفتوح لحلف شمال الأطلسي، مع ضرورة الوفاء بالالتزامات الناشئة عن مذكرة التفاهم بشأن مكافحة الإرهاب، خصوصاً تنظيمات "بي كي كي" و"بي واي دي" و"غولن"، واتخاذ خطوات ملموسة في أقرب وقت.
في حين أدان المجلس الاعتداءات المسيئة للقرآن الكريم، مشيراً إلى أن "من يشجعون ويرعون الأعمال التي تستهدف أسس حرية الأديان والفكر شركاء في جرائم الكراهية".
"استفزازات يونانية"
من جانب آخر، أكد المجلس "بشدةٍ، أنه لن يتم التسامح مع أي أمر واقع يستهدف الأمن القومي لتركيا ومصالحها بخصوص الاستفزازات اليونانية"، مشيراً إلى أن "أفعال اليونان وخطاباتها الاستفزازية وجهودها في التسليح ستؤدي إلى زيادة التوتر في المنطقة دون أي فائدة".
وبحسب بيان "القومي التركي"، فإن المجلس قيّم التطورات السياسية والاقتصادية والعسكرية المهمة للأمن القومي التركي العام الماضي، والقضايا التي سيتم تنفيذها والتدابير الواجب اتخاذها في مواجهة التحديات في 2023.
وأوضح البيان أن المجلس تلقى "إحاطة بشأن العمليات المستمرة بحزم وإصرار ونجاح داخل تركيا وخارجها ضد التهديدات الإرهابية، ومناقشة التدابير الإضافية الممكنة بهذا الصدد".
السويد تريد استئناف الحوار مع تركيا
يشار إلى أنه كان من المقرر أن ينعقد اجتماع الآلية الثلاثية بين تركيا والسويد وفنلندا في بروكسل الشهر المقبل؛ لمناقشة انضمام البلدين الأوروبيين إلى حلف الناتو، حيث تعارض تركيا العضو في الحلف وثاني أكبر قوة فيه، انضمامها بسبب "دعمهما" لتنظيمات إرهابية، بحسب أنقرة.
في سياق متصل، أعرب رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون، الثلاثاء، عن رغبة بلاده في استئناف الحوار مع تركيا حول طلبي السويد وفنلندا الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي؛ "حتى يتم ذلك سريعاً".
أضاف كريسترسون للصحفيين: "لا توجد مسألة أمن قومي أخرى أهم من أن نصبح مع فنلندا عضوين في الناتو بسرعة".
فنلندا تفكر بنفسها بعد أزمة السويد
من جانبه، قال وزير الخارجية الفنلندي، بيكا هافيستو، الثلاثاء، إن على بلاده أن تدرس احتمال الانضمام إلى الحلف الأطلسي بدون السويد، في أول موقف من نوعه غداة استبعاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إعطاء الضوء الأخضر لترشيح ستوكهولم.
بيكا هافيستو قال، حسب ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية، إن انضماماً مشتركاً لبلدي أوروبا الشمالية يبقى "الخيار الأول"، لكن "علينا بالطبع تقييم الوضع، ودراسة ما إذا كان أمرٌ ما، حصل سيمنع على المدى البعيد السويد من المضي قدماً"، معتبراً في الوقت ذاته أن "الوقت ما زال مبكراً لاتخاذ موقف".
كما اعتبر هافيستو أن الاحتجاجات ضد تركيا تشكل "عائقاً" أمام الترشح لعضوية حلف شمال الأطلسي، وأضاف: "أستنتج من ذلك أنه سيكون هناك تأخير (لضوء أخضر تركي) سيستمر بالتأكيد حتى الانتخابات التركية في منتصف مايو/أيار".
يأتي ذلك بعد يوم من تصريحات شدد فيها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الإثنين 23 يناير/كانون الثاني، على أن أنقرة لن تدعم عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، داعياً إياها إلى عدم انتظار دعم تركيا في هذا الموضوع "طالما أن السويد لا تحترم المعتقدات الإسلامية".
وقال أردوغان خلال خطاب ألقاه عقب اجتماع للحكومة بالمجمع الرئاسي في العاصمة أنقرة: "إذا كنتم لا تحترمون المعتقدات الدينية لتركيا أو المسلمين، فلا تنتظروا منا أي دعم فيما يتعلق بعضويتكم في الناتو".