قللت موسكو، الإثنين 23 يناير/كانون الثاني 2023، من أهمية قرار الولايات المتحدة بتصنيف مجموعة فاغنر "منظمة إجرامية عابرة للحدود"، حيث اعتبرت القرار غير مؤثر على روسيا أو المجموعة نفسها.
إذ قال ديمتري بيسكوف، متحدث الكرملين، خلال إفادة صحفية: "لا أعتقد أن لهذا أي أهمية عملية لبلدنا، أو حتى أكثر من ذلك بالنسبة لشركة فاغنر العسكرية الخاصة"، مشيراً إلى أنه "من غير المرجح أن يؤثر القرار على روسيا أو المجموعة نفسها".
والجمعة، قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي للصحفيين، إنه بالإضافة إلى قرار وزارة الخزانة بتصنيف مجموعة فاغنر على أنها "منظمة إجرامية عابرة للحدود"، فإن إدارة الرئيس جو بايدن "ستفرض عقوبات اقتصادية على المنظمة والداعمين لها".
"فاغنر" تردّ على البيت الأبيض
وعقب التصريحات الأمريكية، نشر رئيس شركة فاغنر الروسية الخاصة للمتعاقدين العسكريين، السبت 21 يناير/كانون الثاني 2023، رسالة قصيرة إلى البيت الأبيض، يسأل فيها عن الجريمة التي تُتهم شركته بارتكابها، وذلك بعد أن أعلنت واشنطن أنها ستفرض عقوبات جديدة عليها.
فيما تقول رسالة نُشرت عبر تليغرام، على قناة الخدمة الإعلامية التابعة ليفجيني بريجوجين، مؤسس فاغنر: "عزيزي السيد كيربي، هل يمكنك توضيح الجريمة التي ارتكبتها شركة فاغنر؟"، ووصف كيربي المجموعة بأنها "منظمة إجرامية ترتكب فظائع وانتهاكات لحقوق الإنسان على نطاق واسع".
والشهر الماضي، قال البيت الأبيض إن فاغنر تسلمت شحنة أسلحة من كوريا الشمالية، للمساعدة في دعم القوات الروسية في أوكرانيا.
فيما وصفت وزارة الخارجية في بيونغ يانغ التقرير بأنه لا أساس له من الصحة، ونفى بريجوجين في ذلك الوقت تلقيه شحنة كهذه، واصفاً التقرير بأنه "ثرثرة وتكهنات".
وفرضت واشنطن بالفعل قيوداً على التجارة مع فاغنر في عام 2017، ومرة أخرى في ديسمبر/كانون الأول، في محاولة لتقييد وصولها إلى الأسلحة.
كما فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات، في ديسمبر/كانون الأول 2021، على المجموعة، التي تنشط في سوريا وليبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى والسودان وموزمبيق ومالي، إلى جانب أوكرانيا. ويصف بريجوجين فاغنر بأنها قوة مستقلة تماماً، لديها طائراتها ودباباتها وصواريخها ومدفعيتها.
وهو مطلوب في الولايات المتحدة بتهمة التدخل في الانتخابات الأمريكية، وهو أمر قال في نوفمبر/تشرين الثاني، إنه فعله وسيواصل فعله.
و"فاغنر" هي مجموعة شبه عسكرية، يقودها يفغيني بريجوجين، الملقب بـ"طباخ بوتين"، وتنشط للغاية في المعركة الشرسة التي تخاض في شرق أوكرانيا للسيطرة على مدينة باخموت، وسبق أن قاتلت المجموعة في بلدان عربية، مثل سوريا، لصالح نظام بشار الأسد، وفي ليبيا لصالح الجنرال خليفة حفتر.
يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعها رفض دولي وعقوبات اقتصادية على موسكو.