أجرى وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني محادثات مع مسؤولين مصريين وجامعة الدول العربية في القاهرة، ركزت على الأمن الإقليمي والصراع في ليبيا المجاورة، بالإضافة إلى القضايا الثنائية الحساسة، بما فيها قضية الهجرة غير الشرعية، وذلك حسب تقرير نشرته وكالة "أسوشيتد برس" الإخبارية الأمريكية الأحد، 22 يناير/كانون الثاني 2023.
من جانبه، قال تاجاني إنه أثار مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قضية جوليو ريجيني، طالب الدراسات العليا الإيطالي الذي تم اختطافه وتعذيبه، وقتل في القاهرة عام 2016، وقضية باتريك جورج زكي، الناشط المصري الذي يدرس في بولونيا، الذي كان قد تم اعتقاله لما يقرب من عامين.
في الوقت نفسه، قال وزير الخارجية الإيطالي إن: "إيجاد حل لمشكلة ليبيا جزء من الحل لمشكلة الهجرة غير النظامية"، مضيفاً أن إيطاليا قد تستقبل "المزيد من المهاجرين الشرعيين"، بما في ذلك من مصر، إذا تمت السيطرة على عمليات العبور غير الشرعية.
نقاش مصري إيطالي حول ريجيني من جديد
كتب تاجاني على تويتر: "طلبت وتلقيت تأكيدات بالتعاون القوي في قضيتي ريجيني وزكي". في وقت لاحق من اليوم، قال في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية المصري سامح شكري إن القاهرة "مستعدة لإزالة الحواجز" لحل القضيتين. ولم يدلِ بمزيد من التفاصيل.
كذلك فقد قال تاجاني إن اجتماعه مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تناول أيضاً أمن الطاقة والتعاون الاقتصادي في البحر المتوسط، لكنه ركز "قبل كل شيء" على عدم الاستقرار السياسي في ليبيا والجهود المبذولة لوقف "الهجرة غير النظامية" من ذلك البلد.
كما التقى وزير الخارجية الإيطالي مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.
أزمة بسبب ريجيني بين إيطاليا ومصر
في حين تسببت قضية ريجيني في زعزعة علاقات القاهرة بروما، حيث اتهمت أسرة ريجيني والسلطات الإيطالية قوات الأمن المصرية بتعذيبه وقتله. ونفت الأجهزة الأمنية المصرية أي تورط لها في اختطاف ريجيني أو وفاته.
كان ريجيني، البالغ من العمر 28 عاماً، طالب دكتوراه في جامعة كامبريدج يبحث عن الحركات العمالية في مصر عندما تم اختطافه في 25 يناير/كانون الثاني 2016. وعُثر على جثته على جانب الطريق بعد عدة أيام وهي تحمل آثار تعذيب واسع النطاق.
في غضون ذلك، تم الإفراج عن زكي في ديسمبر/كانون الأول 2021 بانتظار محاكمته بتهمة نشر أخبار كاذبة عن مصر، داخلياً وخارجياً، ولم يتمكن من السفر منذ إطلاق سراحه. وتصدر اعتقال زكي ومحاكمته صفحات الأخبار في إيطاليا وأثار موجة من الاحتجاجات الطلابية هناك. بالنسبة للعديد من الإيطاليين، كان اعتقاله بمثابة تذكير بوفاة ريجيني.
مواجهة أزمة المهاجرين
في سياق متصل، قال تاجاني إن رحلته إلى مصر وقبلها إلى تونس، وزيارة رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إلى الجزائر، جزء من جهود بلاده لتعزيز علاقاتها المتعلقة بالطاقة في المنطقة، والأهم من ذلك القضاء على تدفق المهاجرين عبر البحر المتوسط إلى أوروبا.
قال: "يجب على المرء أن يفعل المزيد لأن موضوع الطاقة بالنسبة لنا ذو أهمية غير عادية.. تكاليف الطاقة مرتفعة للغاية، حيث لا يمكن أن تظل قادرة على المنافسة، حتى داخل الاتحاد الأوروبي".
في حين روجت مصر التي تستضيف أكثر من 6 ملايين مهاجر، على مدى سنوات لجهودها في منع قوارب المهاجرين من المغادرة من شواطئها.
لكن في عام 2022، كان المهاجرون المصريون من بين أكثر الجنسيات التي وصلت إلى الشواطئ الأوروبية، عن طريق السفر أولاً عبر ليبيا المجاورة قبل القيام برحلات بحرية محفوفة بالمخاطر.
ليبيا باتت مركزاً للمهاجرين الأفارقة
في المقابل، أصبحت ليبيا مركزاً للمهاجرين الأفارقة والشرق أوسطيين الساعين للسفر إلى أوروبا، مع استقبال إيطاليا عشرات الآلاف سنوياً. وأبرمت روما اتفاقيات مع السلطات في العاصمة الليبية طرابلس في السنوات الأخيرة؛ في محاولة لمنع تدفق المهاجرين.
فيما غرقت ليبيا في الفوضى بعد أن أطاحت انتفاضة مدعومة من حلف شمال الأطلسي (الناتو) بالديكتاتور معمر القذافي الذي ظل في السلطة لفترة طويلة وأسفرت عن مقتله. وحالياً، انقسمت الدولة بين إدارتين متنافستين تدعي كل منهما الشرعية.