اختير كريس هبكينز، المسؤول النيوزيلندي السابق عن ملف مكافحة فيروس كورونا، للحلول مكان رئيسة الوزراء المستقيلة جاسيندا أرديرن، بعدما ظهر كمرشح وحيد لخلافة أرديرن في رئاسة الوزراء، معلناً السبت 21 يناير/كانون الثاني 2023، أنه "قادر على دفع الأمور إلى الأمام" في البلاد.
هبكينز يبلغ من العمر 44 عاماً، وينبغي أن يُعيّن رسمياً يوم الأحد، 22 يناير/كانون الثاني 2023، من جانب إدارة حزب العمال الحاكم، قبل أن يصبح رئيس الحكومة الحادي والأربعين للبلاد، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
دانكن ويب، من حزب العمّال، قال إنّ المجلس الانتخابي للحزب "سيجتمع الساعة الواحدة بعد ظهر الأحد، للتصديق على ترشيح هبكينز وتثبيته زعيماً للحزب".
سيقود رئيس الحكومة الجديد حزبه في الانتخابات العامّة، في أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث لا يُشكل حزب العمال الطرف الأوفر حظاً للفوز، بحسب نتائج استطلاعات الرأي.
في تصريحات لصحفيين أمام البرلمان، قال هبكينز في العاصمة ويلينغتون: "أعتبر أنني أملك التصميم والقدرة على دفع الأمور إلى الأمام"، مشدداً على أنه قادر على الفوز بانتخابات 14 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
كانت جاسيندا أرديرن قد أحدثت ذهولاً في نيوزيلندا، مع إعلانها الانسحاب المباغت من السلطة، بعد أقل من ثلاث سنوات على فوزها بولاية ثانية، إثر فوز انتخابي ساحق.
خلال ولايتها، واجهت أرديرن جائحة كوفيد-19، وثوراناً بركانياً فتّاكاً، وأسوأ اعتداء يُرتكب في البلاد، عندما أقدم شخص يؤمن بتفوق البيض في العام 2019، على قتل 51 مصلّياً مسلماً في مسجدين في كرايستشيرش.
أرديرن قالت إن قرار الانسحاب من السلطة "يشوبه الحزن"، لكنها أكدت أنها تمكنت "من النوم جيداً للمرة الأولى منذ فترة طويلة"، بعد كشفها عن قرارها هذا.
من جانبهم، ندّد المعلقون السياسيون بالإجماع بالكلام غير المناسب الذي استهدف أرديرن قبل استقالتها، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقال هبكينز إن جاسيندا أرديرن تعرضت "لحملة شعواء لا تُحتمل"، وأشاد بها واعتبر أنها "كانت القائد الذي نحتاجه في الوقت المناسب".
من جهته، هنّأ كريسوتفر لاكسون، زعيم الحزب الوطني المعارض الرئيسي في البلاد (اليمين الوسط)، هبكينز، لكنه اعتبر أن "الاكتفاء بتغيير زعامة حزب العمال ليس كافياً للشعب النيوزيلندي"، مضيفاً: "في الواقع (هبكينز) كان عضواً أساسياً في حكومة لم تحقق شيئاً".
ووضع تعيين هبكينز حداً لتكهنات حول احتمال أن تصبح وزيرة العدل كيري آلن أول شخص من أصل ماوري (سكان أصليون) يتولى رئاسة الوزراء في نيوزيلندا، وهنأت آلن هبكينز، معتبرة أنه سيكون "رئيساً للوزراء قوياً جداً".
من هو هبكينز؟
تم انتخاب هيبكنز لأول مرة عضواً في البرلمان عن حزب العمال في عام 2008، وتم تعيينه وزيراً للصحة، في يوليو/تموز 2020، قبل أن يصبح الوزير المسؤول عن التصدي لفيروس كورونا في نهاية العام.
نال أداء هبكينز عندما كان وزيراً مكلفاً بمكافحة كوفيد-19 مدة سنتين تقريباً، تأييداً في بلد أغلق حدوده لاحتواء الجائحة، ولم يفتحها مجدداً إلا في أغسطس/آب 2022.
كما أقرّ العام الماضي بأن الناس سئموا من القيود الصارمة المُتخذة في إطار الجائحة، واصفاً إغلاق الحدود بـ"الأمر الصعب".
يُنظر إلى هبكينز على أنه سياسي متمرس، فيما خبرته في البرلمان تزيد عن 14 عاماً، ورأت كاتبة الافتتاحيات، جوزي باغاني، أنه "حساس ولطيف وكفء وحازم"، ويشغل هبكينز حالياً منصب وزير الشرطة والتعليم والخدمة العامة.
يصف هبكينز نفسه بأنه "عاشق للطبيعة" وركوب الدراجات والنزهات والسباحة.