نقلت صحيفة The Guardian البريطانية في تقرير نشرته، السبت 21 يناير/كانون الثاني 2023، عن خبراء الذكاء الاصطناعي قولهم إن على الجامعات أن تتوقف عن ذعرها من الذكاء الاصطناعي وأن تسمح للطلاب باستخدامه.
جاء ذلك بعد أن عمدت ثلاث جامعات كبرى، وهي جامعة فليندرز وجامعة أديلايد وجامعة جنوب أستراليا، في جنوب أستراليا إلى تغيير سياساتها لتسمح باستخدام برنامج الذكاء الاصطناعي Chat GPT طالما أُفصح عن استخدامه.
استخدام الذكاء الاصطناعي لدعم عملية التعلم
من جانبها، قالت نائبة رئيس جامعة فليندرز، البروفيسورة رومي لوسون: "عوضاً عن منع الطلاب من استخدام هذه البرامج، علينا مساعدة أعضاء هيئة التدريس والطلاب على استخدام الأدوات الرقمية لدعم عملية التعلم".
في سياق متصل، قال فيتومير كوفانوفيتش، كبير المحاضرين بجامعة جنوب أستراليا في مجال مستقبل التعليم، إن على جميع الجامعات السماح باستخدام الذكاء الاصطناعي وتعليم الطلاب كيفية استخدامه.
كما قال: "لا يمكنك منعه، وحتى لو أمكنك، فهذا حل مؤقت. ولو تمكنت من منع هذا البرنامج فلن تتمكن من منع البرنامج الذي سيظهر بعده. لا طائل من ذلك. ومن الحكمة ألا تفعلوا ذلك، وإنما عليكم أن تعلموا الطريقة التي يُستخدم بها، فهو سيستخدم في أماكن العمل في كل الأحوال". وأضاف: "هذا الوضع أشبه بمدرسة لتعليم قيادة السيارات لكنها تعلم الناس كيف يركبون الخيل".
تغيير سياسات التعليم في الجامعات
في الوقت نفسه أضاف أن الجامعات على المدى القصير ستغير سياساتها، ولكن على المدى الطويل ستحتاج إلى تغيير الطريقة التي تقيّم بها الطلاب وتدمج الذكاء الاصطناعي في عملية التعلم.
في حين شبه اختراع الذكاء الصناعي باختراع الآلات الحاسبة، التي وفرت على الطلاب الوقت الذي يقضونه في القسمة المطولة، والتي بدورها دفعت المعلمين إلى تكليفهم بمسائل رياضية أكثر تعقيداً.
من جهته، قال ستيفان بوبينيسي، خبير الذكاء الاصطناعي بجامعة تشارلز داروين، الذي نشر كتابه Artificial Intelligence and Learning Futures عن اعتماد التعليم العالي للذكاء الاصطناعي، إن التسليم بالذكاء الاصطناعي هو "الطريق الوحيد".
أضاف: "أصبح حقيقة واقعة، شئنا أم أبينا. وحظره فكرة سخيفة"، ووصف قرار جامعات جنوب أستراليا بأنه "خطوة في الاتجاه الصحيح".
في حين قال كذلك إن: "فرصة استخدام التكنولوجيا من أجل الخير كبيرة. هذا كل ما ينبغي أن يتركز عليه اهتمام التعليم العالي، أن نستخدمه بما يعود علينا بالنفع".