فوجئت شرطة لندن، الجمعة 20 يناير/كانون الثاني 2023، بوضع 1071 تفاحة فاسدة من البلاستيك خارج مقرها، في عرض يسعى للإشارة إلى العدد الكبير من العاملين الذين يواجهون تحقيقات تتعلق بارتكاب جرائم جنسية أو عنف أسري.
حيث وضعت جمعية رفيوجي الخيرية البريطانية، المهتمة بقضايا العنف الأسري، النماذج المقلدة من التفاح الأحمر والأخضر خارج نيوسكوتلاند يارد، وهو مقر شرطة العاصمة في وسط لندن، مع لافتة كُتب عليها: "1071 تفاحة فاسدة.. كم يوجد غيرها؟".
ارتكاب جرائم اعتداء على النساء
تأتي هذه المظاهرة بعد أيام من اعتراف ضابط في شرطة لندن بارتكاب 24 واقعة اغتصاب في حملة اعتداء على النساء، وهي أنباء روّعت الأمة وسلطت الضوء على قضية تراجع ثقة الجمهور في جهات إنفاذ القانون.
في محاولة لاستعادة ثقة الجمهور، قالت شرطة العاصمة، في وقت سابق، إنها تحقق في قضايا اعتداء جنسي وعنف أسري تشمل 1071 ضابطاً وموظفاً، وإن من المرجح إقالة المئات نتيجة لذلك.
من جهة أخرى، قالت روث دافيسون، الرئيسة التنفيذية لجمعية رفيوجي: "إنها ليست تفاحة فاسدة واحدة، إنها مشكلة منهجية في جهاز الشرطة… كيف سُمح لهؤلاء الجناة بتولي مناصب في السلطة والبقاء فيها لفترة طويلة؟".
أضافت: "ما سيحدث بعد ذلك يجب أن يُغير ثقافة العمل الشرطي إلى الأبد.. القوة التي تولد الكراهية للنساء وممارسة العنف ليست قوة يمكنها حتى البدء في حماية النساء والفتيات".
سلسلة من الفضائح تطال شرطة لندن
في سياق موازٍ، تعد شرطة العاصمة، التي تعرضت لسلسلة من الفضائح في السنوات القليلة الماضية كشفت عن ثقافة الفساد والعنصرية والكراهية للنساء، أكبر قوة شرطة في بريطانيا مع وجود أكثر من 43 ألف موظف بها وتوليها مسؤولية قضايا، مثل الإرهاب وتسليم المجرمين.
من جهتها، دعت جمعية رفيوجي إلى "تغيير عاجل وجذري"، وطالبت بتشريع للتعقب السريع من أجل تحسين معايير التدقيق والتأديب في صفوف قوات الشرطة، إضافة إلى التدريب الإلزامي لجميع الضباط على القضايا المتعلقة بالعنف ضد المرأة.
في الوقت نفسه، قال متحدث باسم شرطة العاصمة إنها كانت على علم باحتجاج الجمعة، وإن ضباطها تواصلوا مع الأشخاص المعنيين لتسهيل تنظيم مظاهرة سلمية. وأضاف أن المتظاهرين غادروا المكان الساعة العاشرة صباحاً بتوقيت غرينتش وأخذوا التفاح معهم.